نظّمت شركة ريناد المجد لتقنية المعلومات والاستشارات (RMG) اليوم، الموافق 18 شوال 1443 هـ، برنامجًا تدريبيًا بعنوان “دور القادة في التحول الرقمي” لمنسوبي عدد من الجهات الحكومية، وذلك استكمالًا لأعمال الملتقى الأول للتعاون الإستراتيجي في التحول الرقمي الذي أقامته شركة RMG الشهر الماضي لتعزيز الوعي بأهمية التحول ودور القيادة الإستراتيجية في تحقيق التحول الرقمي.
وحضر الدورة ممثلين عن وزارة الطاقة، والهيئة السعودية للملكية الفكرية، والهيئة السعودية للحياة الفطرية، وهيئة الهلال الأحمر السعودي، وزارة التعليم، إمارة منطقة تبوك، ووزارة التنمية البشرية والتنمية الاجتماعية. وقد حضر ممثلين عن وزارة الإعلام عن بُعد.
وأدار ورشات عمل البرنامج التدريبي مستشار التحول الرقمي وإدارة مشاريع تقنية المعلومات في شركة RMG – الدكتور عبدالرحمن الخضير. وشمل البرنامج عدد من المحاور ذات الصلة بموضوع القيادة في عصر التحول الرقمي، وتحدّثت عن مراحل التطوّر الصناعي والتقني، ودوافع التحول الرقمي، ومعايير التحول الرقمي وتقنياته.
وخلال حديثه عن دوافع التحول الرقمي، قال الدكتور عبدالرحمن الخضير بأنّه الدوافع لها علاقة بالتقنيات والعملاء وضروريات المنافسة. وضرب أمثلةً حيّة على شركات حقّقت نجاحًا باهرًا من خلال التحول إلى نماذج عمل رقمية بالكامل في حين اضمحلت شركات أُخرى بسبب تأخّرها عن ركب التحول ونتيجةً لذلك لم تعد قادرة على مجاراة التطوّر والتحول السريع وأنظمة التشغيل ونماذج العمل المتسارعة.
حيث تطرَّق إلى قصة شركة أوبر التي لا تملك سيارةً واحدةً، والتي أصبحت قيمتها السوقية –وفقًا لإحصائيات 2020–، تُعادل 62 مليار دولار من خلال تطبيقها الإلكتروني القائم على الاقتصاد التشاركي. على الجانب الآخر توقّف نمو شركة Hertz Corporation لتأجير السيارات والتي تملك أسطولًا من السيارات وعلى الرغم من ذلك قيمتها حوالي 2 مليار دولار فقط.
وعرّف مستشار التحول الرقمي لدى RMG التحول الرقمي على أنه “عملية مستمرة تقوم بها الشركات للتكيّف مع متطلبات عملائها ومنسوبيها المتغيّرة عبر الاستفادة من القدرات الرقمية لبناء نماذج عمل ومنتجات وخدمات جديدة، بغرض تحسين الكفاءة التشغيلية والأداء التنظيمي وتجربة المستفيد”.
علاوة على ذلك، تم توضيح أداة قياس التحول الرقمي الحكومي ومعايير التحول الرقمي التي وضعتها هيئة الحكومة الرقمية. كذلك تم توضيح أبرز وأهم تقنيات التحول الرقمي، مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية وإنترنت الأشياء والطباعة ثلاثية الأبعاد والواقع المعزز والافتراضي والبيانات الكبيرة والخوارزميات وغيرها.
كما تم مناقشة أبرز التحديات أمام التحول الرقمي، مثل صعوبة وضع رؤية شاملة موحّدة لمبادرات التحول، ونقص القدرات والكفاءات والموارد، ونقص الميزانيات المرصودة لمشاريع التحول، وأمن المعلومات، وكيف يمكن للقادة المساهمة في حل تلك التحديات.
ووصولًا إلى موضوع القيادة الرقمية، عرّف الدكتور عبدالرحمن الخضير القيادة الرقمية بأنها مساهمة القائد في الاستخدام الإستراتيجي للأصول الرقمية للجهة لتحقيق أهداف العمل. كذلك وضّح الخضير أهم مكونات القيادة الرقمية، وأهم المنهجيات في قيادة التحول.
بالإضافة إلى ما سبق، تم شرح أهم نماذج التغيير التنظيمي وتعريف التغيير التنظيمي، وقواعد التحول الرقمي، وحوكمة التحول الرقمي وأهم الأدوات التي تساعد القادة في حوكمة مشاريع ومبادرات التحول.
وفي هذا السياق، ذكر الخضير بأن حوكمة التحول تساهم في رفع النضج الرقمي في الجهة وتُحسّن عمليات صناعة القرارات، وتساهم كذلك في استدامة الأعمال وتفعيل الرقابة الداخلية واستدراك المخاطر التنظيمية مبكرًا.
واستكمل استشاري التحول الرقمي لدى RMG حديثه حول أهم أداة لحوكمة المشاريع التقنية وهو إطار عمل كوبت COBIT وأهمية تطبيقه في المؤسسات الحديثة وخاصة تلك التي تطمح لتحويل أعمالها وعملياتها كافة وصولًا لمفهوم المؤسسة الرقمية.
وفي ختام الدورة التدريبية تحدّث مستشار التحول الرقمي الدكتور عبدالرحمن الخضير حول أهم العوامل التي تساعد في إنجاح التحول الرقمي، وتوجَّه بالشكر الجزيل إلى جميع القادة والحضور الذين لبّوا الدعوة.