هل تدرك حجم البيانات الهائل الذي يتم توليده في كل لحظة حول العالم؟
تمتلك معظم المنظمات اليوم من خلال معاملاتها اليومية واتصالاتها المختلفة مع الأفراد والمؤسسات كميات ضخمة من البيانات المختلفة المنظمة (structured data) وغير المنظمة (Unstructured data)، ومع ذلك بحال فكرت في التفتيش وراء عمليات استخدام تلك البيانات والاستفادة منها ستجد أن معظم قادة الأعمال في المنظمات يواجهون تحديات مختلفة تحول دون استخدام معظم تلك البيانات، مثل عدم القدرة على إدارة أكوام البيانات هذه أو دمجها وتحليلها بشكل فعال، ناهيك عن مقاومة التغيير والافتقار إلى التقنية الذكية المناسبة، ومع مرور الوقت، ستؤدي عدم القدرة على مواجهة هذه التحديات المتعلقة بالبيانات حتماً إلى انخفاض أداء الأعمال.
يتعلق التحول الرقمي الناجح بإيجاد طرق جديدة لاستخدام البيانات لزيادة الكفاءة ورؤى الأعمال وتحسين الإيرادات، حيث أصبح التحول الرقمي مطلباً رئيسياً للأعمال التجارية الحديثة، وأصبحت هنالك حاجة ملحة لكل مؤسسة لوضع استراتيجية تحول رقمي، ولا بد لتلك الاستراتيجية أن تعتمد على البيانات كمكون رئيسي.
ستة أدوار فعالة للبيانات في التحول الرقمي الناجح
لا بد لقادة الأعمال في المنظمات التي تتطلع إلى بناء استراتيجية تحول رقمي فعالة إدراك أهمية البيانات والدور الرئيسية لها في عملية التحول الرقمي الناجح وسنتعرف الآن على 6 من أهم الفوائد التي تقدمها البيانات للمنظمات في حال نالت اهتماماً جيداً في استراتيجية التحول الرقمي.
اولاً: دور البيانات في تحسين تجربة العملاء
تساعدك البيانات على فهم سلوك العملاء وكيف يفضلون التعامل مع منتجاتك أو خدماتك. تسمح لك بالاقتراب من عميلك، تساعدك في ضبط عروضك لتناسب احتياجاتهم والاستجابة بشكل أسرع للتغييرات الخارجية أو الداخلية التي تنعكس على المنظمات.
إذا كنت لا تزال تعتمد على الغرائز لفهم نبض عميلك، فلا بد أنك ستخسر أمام المنافسين وستفشل في عملية التحول الرقمي لا محالة، تماماً كما حدث في حالة شركة Blockbuster.
ثانياً: دور البيانات في الاهتمام بأفراد المنظمة
كلنا شاهدنا التغييرات التي طرأت على الاعمال بشكل كبير مع ظهور جائحة كوفيد 19 وكان أبرزها تحول معظم الأعمال وفرق الأعمال لأداء المهام عن بعد، وهذا يعكس لنا صورة عن المستقبل حيث لن تكون القوى العاملة في المكتب. وقد كانت نتائج العمل عن بعد جيدة حيث أنها عززت رضا الموظفين وحسنت الإنتاجية في بعض الصناعات. كما أنها منحت المنظمات المرونة في التوظيف من جميع أنحاء العالم من خلال الاستفادة من مجموعة المواهب العالمية.
قد تكون القدرة على إدارة موظفيك أثناء عدم تواجدهم في المكتب أمراً صعباً حيث أن تفاعلك معهم سيكون افتراضياً، وهنا نجد الدور المهم للبيانات والتي يمكن أن تساعدك في فهم الأشخاص لديك، بنفس الطريقة التي تساعدك على فهم عميلك. يمكن أن تساعدك في إنشاء ثقافة عمل أفضل، وخطط تطوير مخصصة للأفراد ضمن المنظمة وأيضاً تحديد قادة المستقبل داخل مؤسستك.
ثالثاً: دور البيانات في تحسين عمليات الأعمال
يمكن أن توفر لك البيانات رؤى حول مدى جودة أداء العمليات، وما إذا كانت قد تحسنت بمرور الوقت وكانت قوية بما يكفي لتحمل الظروف غير المتوقعة. كما يمكن للبيانات أن تربط العمليات بالأشخاص، وتحدد المؤثرين الرئيسيين في التغيير وتحويل الرؤى إلى أفعال.
تساهم البيانات أيضاً بتحسين الأعمال من خلال تحسين كفاءة سلسلة التوريد، حيث يمكن أن تساعد البيانات المنظمات على توفير أموال كبيرة من خلال إنشاء سلسلة توريد فعالة.
على سبيل المثال، تسمح البيانات للشركات بالتنبؤ بالطلب والتخطيط لنشر الأفراد والموارد لتلبية الطلب بشكل أفضل وتلبية الطلبات في الوقت المحدد والميزانية المناسبة. يمكن أن تساعد البيانات أيضاً في تقليل تكاليف التخزين والنقل.
رابعاً: دور البيانات في اكتشاف سلاسل القيمة الجديدة
عندما تفهم سلوك العميل، ستفتح أمامك قنوات جديدة من الفرص. يمكن أن يساعدك توقع احتياجات العملاء على إنشاء مقترحات قيمة جديدة واكتشاف العملاء المحتملين وتحقيق إيرادات إضافية.
خامساً: دور البيانات في تعزيز الابتكار
توفر تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز والتوأم الرقمي فرصاً هائلة للابتكار في جميع الصناعات. ومع ذلك، إذا لم تقم بجمع واستكشاف البيانات ذات الصلة بعملك وحتى بالقطاعات الأخرى، فلن تتمكن من تحديد الإشارات الضعيفة التي قد تقودك إلى الفرصة الكبيرة التالية.
سادساً: دور البيانات في تحسين نتائج الإعلان
هناك طريقة أخرى يمكن أن تساعدك بها البيانات في خفض تكاليف منظمتك وهي عن طريق تضخيم جهودك الإعلانية.
اختبار A / B عبارة عن تجربة عشوائية تختبر فيها نسختين من شيء ما لمعرفة أيهما يعمل بشكل أفضل. يتم إجراء اختبار A / B على الصفحات ورسائل البريد الإلكتروني والنوافذ المنبثقة وأي شيء آخر يخطر في بالك.
من خلال استخدام اختبارات A / B، تكتسب الشركات نظرة ثاقبة حول تفضيلات عملائها المستهدفين، ويمكنها ضبط إعلاناتها وحملاتها لتحسينها لتحقيق أقصى قدر من النتائج. بهذه الطريقة، يمكن للشركات أن تخفض تكاليف الإعلان بشكل غير مباشر ، من خلال الحصول على أفضل عائد على الاستثمار لإنفاقها على الإعلانات.
دراسة حالة شركة Adobe
البيانات تقود التحول الرقمي
سنلقي نظرة الآن على دراسة حالة لشركة نجحت في التحول الرقمي.
تأسست Adobe في عام 1982 وكانت الشركة تعتمد على توفير حلول برمجية للأفراد والشركات لمساعدتهم على إنشاء المحتوى الرقمي الذي لا زلنا نراه في كل مكان هذا اليوم.
كانت الشركة تستخدم نموذج مرخص لبيع برامجها المختلفة من تحرير الصور Photoshop والفيديو Premiere Pro وغيرها.
في عام 2008، حدث الركود العظيم ووجدت الشركة نفسها مضطرة لتغيير نموذج العمل الخاص بها للحفاظ على سمعتها وتواجدها في السوق وكانت هنالك حاجة ملحة لإجراء تحول رقمي واتخاذ نموذج عمل جديد رغم أن هذا القرار كان محفوفاً بالمخاطر ليتم اعتماد نموذج عمل قائم على السحابة.
التحول الرقمي الذي أجرته الشركة كان مقاداً بالتقنية وهي تقنية السحابة، لكن التقنية لم تكن كل شيء فنموذج التشغيل الذي قامت الشركة باعتماده كان يعتمد على البيانات وأطلقت عليه الشركة اسم DDOM والذي كان يعتمد على بيانات مختلفة موجودة لدى الشركة وتعمل على جمعها مثل عمليات البحث وعمليات الزيارة والشراء والتجديد.. الخ. فقد اعتمد هذا النموذج على المراحل المختلفة لرحلة العميل:
الاكتشاف والمحاولة والشراء والاستخدام والتجديد، والذي ساعد على هيكلة الطريقة التي يتم فيها مراقبة صحة الأعمال.
القيمة التي جنتها الشركة من هذه الاستراتيجية كانت زيادة إيرادات الشركة والحفاظ على مكانة الشركة في هذه الصناعة، وقد لاقى التحول نجاحا بالفعل وأدت فترة الخمس سنوات التي أعقبت التحول الرقمي لشركة Adobe إلى زيادة سعر سهم الشركة بأكثر من ثلاثة أضعاف، ووفقًا لماكينزي. في هذه السنة المالية الأخيرة (2020) ، حققت Adobe عائدات سنوية ضخمة بلغت 12.87 مليار دولار ، وهو ما يمثل نمواً سنوياً بنسبة 15 بالمائة.
الخلاصة: يتطلب الحصول على الرؤى الجديدة لاستراتيجية منظمتك الرقمية وتحويل نموذج أعمالك مزيداً من البيانات وتحليلات البيانات. بالنظر إلى الفوائد التي تقدمها البيانات ودورها الكبير في تحسين تجربة العملاء، والحفاظ على رضاهم، والاهتمام بأفراد المنظمة، وتحسين عمليات الأعمال وغيرها من الأدوار التي ذكرناها أعلاه ضمن المقال، نجد أن هنالك حاجة ملحة ليركز القادة جهودهم على البيانات التي تملكها المنظمة أو تحتاج امتلاكها لتطوير نموذج العمل وتشكيل استراتيجية التحول الرقمي، فالتحول الرقمي لا يتعلق بالتقنية أو العمليات المتبعة فقط، حيث تعتبر البيانات وقود المنظمة في طريقها للتحول الرقمي.
اقرأ أيضاً: من النجاح للإفلاس: كيف فشلت sears في التحول الرقمي؟
هل تبحث عن استشارة في التحول الرقمي؟
أنت في المكان المناسب 🙂
تقدم شركة ريناد المجد لتقنية المعلومات RMG مجموعة غنية من الخدمات التي تساهم في التحول الرقمي الناجح لمنظمتك، بالإضافة لاستشارات التحول الرقمي.
لا تضيع البوصلة ,اتصل بنا اليوم واطلب الخدمات الاستشارية وسنقدم لكم خدمة تقييم مستوى النضج الرقمي بشكل مجاني.