في ظل سعي جميع المنظّمات للحصول على معيار الآيزو 9001، وذلك بسبب الفوائد الكثيرة التي تعود على المنظّمة جراء تطبيق متطلبات المواصفة القياسية لإدارة الجودة “ISO 9001″، هناك متطلّب أساسي له علاقة بالموظفين يجهل الجميع أهميته ويتغافل البعض عن تطبيقه، وهو تدريب وتطوير الموارد البشرية، حيث أن الموظفين يلعبون دور هام في عملية الامتثال للمواصفة.
وتأتي أهمية التدريب من كونه يساهم في رفع مستوى المعرفة والمهارة لدى الموظفين، ويُزوّدهم بأساليب وتقنيات جديدة تساعدهم على أداء أدوارهم بشكل أفضل، مما يعزز نظام الجودة في المنظّمة.
في هذه المقالة سنُبيّن أهمية تدريب الموظفين لرفع كفاءة الأداء وعلاقته بالمواصفة القياسية لإدارة الجودة “الآيزو 9001”، وكيف أن الموظفين الذين يتلقون أدوات إضافية هم أكثر سعادة وإنتاجية ويشعرون بأنهم جزء أكبر من المنظمة.
أهمية تدريب الموظفين لرفع كفاءة الأداء في المنظمة:
من أجل الريادة في سوق الأعمال التنافسية في كل مجال، من المهم للغاية الانتباه إلى التفاصيل، حتى أصغرها.
أصبح من البديهي أنه من أجل الحفاظ على حالة المنظّمة وتعمل بأفضل ما لديها من قدرات، يجب توخّي الحذر لضمان جودة جميع أجزاء المنظّمة، خاصة موظفي الشركة، بما في ذلك المبتدئين وكبار الموظفين. كما يمكن أن توفر التدريبات المختلفة أدوات متنوعة لموظفيك من أجل تحقيق أهدافهم وأداء أدوارهم بكفاءة عالية.
كل موظف في كل مؤسسة له دور يجب عليه القيام به خلال العمل اليومي للمنظمة، ومن أجل أداء الوظيفة على النحو الأمثل، يحتاج الموظف إلى الأدوات التي يحتاجها لوظيفته المحددة.
يتم تخطيط مجال التدريب في المنظمة والتحكم فيه بطريقة تجعل من الممكن فحص وتحديد مدى ملاءمة الموظفين لأداء عمليات عملهم.
العلاقة بين تدريب الموظفين ومعيار الآيزو 9001:
كجزء لا يتجزأ من أقسام معيار ISO 9001، سيخطط المسؤول عن التدريب لبرنامج تدريب الموظفين في المنظمة وفقًا لمعيار ISO 9001. وسيشمل البرنامج تدريبًا ذا صلة لتعزيز كفاءة ومهارات الموظفين.
يتطلب معيار الآيزو 9001 تدريب الموظفين وتزويدهم بالمعرفة والمهارة اللازمة للقيام بوظائفهم بجودة عالية، حيث يحتاج جميع الموظفين إلى فهم عام لماهية معيار ISO 9001، وما هي مسؤولياتهم للحفاظ على نظام إدارة الجودة والامتثال للمتطلبات. يجب عليك تدريب الموظفين على ISO 9001 حتى يفهموا متطلبات عملهم، وأهمية تلبية متطلبات العملاء، وكيف تساهم وظيفتهم في تلبية سياسة الجودة.
ما هي فوائد تدريب الموظفين في المؤسسة؟
يتمثل جوهر تدريب الموظفين في المؤسسة في تمكين الموظفين من الحصول على جميع الأدوات التي يحتاجوها لأداء دورهم في المؤسسة بأفضل طريقة. الغرض الآخر من تدريب الموظفين هو خلق توحيد معين بين الموظفين، حيث يعد تدريب الموظفين في المنظمة ذا أهمية كبيرة، وكلما كبرت المنظمة، زاد أهميته. ويرجع السبب في ذلك أنّ التدريب يزوّد الموظفين بالأدوات العملية لأداء عملهم، وأيضًا تزوّدهم بالثقة التي يحتاجون إليها للعمل بفعالية وكفاءة أكبر. هذا مهم للموظفين الذين يتعاملون مع العملاء أو الموردين أو الموظفين الآخرين أو أي شخص آخر مرتبط بهذه الطرق وغيرها بنجاح المؤسسة.
وكما ذكرنا، فإنّ التدريبات تمنح الموظفين الكثير من الثقة، وهذه قيمة مضافة في حد ذاتها، لكنّها ليست القيمة الوحيدة. القيمة المضافة التي لا تقل أهمية للتدريب هي تعزيز العلاقات بين الموظفين في مكان العمل بين المشاركين في البرامج التدريبية؛ بسبب تبادل الخبرات أثناء التدريب والتعلم المشترك وفترات الراحة المشتركة ووقت الفراغ المشترك. بهذه الطريقة يمكن لكل موظف التعرف على زملائه بشكل أفضل، ونتيجة لذلك يُصبح العمل الجماعي أفضل بين الموظفين. وكل هذا يحدث بينما يجتمع الموظّفين بهدف إثراء معارفهم المهنية، لا مضيعةً للوقت. رائع أليس كذلك؟
كيف يتم تدريب الموظفين؟
يمكن أن يتم تدريب الموظفين في المنظمات بطرق مختلفة. ففي بعض الأحيان، تكون البرامج التدريبية عبارة عن دروسًا محوسبة، وأحيانًا في شكل ورش عمل تتكون من جلسة واحدة أو بضعة جلسات. كما يمكن أن تكون التدريبات داخلية ويتم إجراؤها بواسطة فريق من المدربين من المنظمة نفسها، أو يمكن أن تكون خارجية ويتم إجراؤها بواسطة مدربين خارجيين أو بالاستعانة بشركة تدريب خاصة. ولكل من التدريب الداخلي والخارجي فوائد. يتم اختيار وتحديد نوع التدريب المناسب وفقًا لاحتياجات المنظمة وأهدافها من التدريب.
الموضوعات الرائدة في مجال التدريب في المنظمة هي: التدريب المهني من قبل الشركات والخبراء في هذا المجال (شركات التدريب المهنية التي توفر للمحاضرين أنظمة تدريب منظمة أو أنظمة تدريب تتكيف خصيصًا مع المنظمة) ومواد التدريب عبر الإنترنت (مقاطع فيديو تدريبية وكتيبات التدريب)، المتوفرة على البوابة التنظيمية حتى يتمكن الموظف، الجديد أو القديم، من الوصول إلى مواد التدريب المهني في جميع الأوقات.
هل يمكن لأي منظمة الاستفادة من تدريب الموظفين لرفع كفاءة الأداء؟
تتوقع كل منظمة من موظفيها أداء عملهم بكفاءة وإنتاجية والمساهمة قدر الإمكان في نجاح المنظمة. ويمكن تحقيق هذا النجاح من خلال توفير أدوات متنوعة وتزويد الموظفين بالمعرفة الكافية، وهي أشياء يتم توفيرها بشكل احترافي من قبل مدربين بقدرات تدريبية جيدة وبأدوات عملية يمكنهم تقديمها في وقت قصير من خلال طرق التدريب المناسبة.
ما هي الموارد المطلوبة لإقامة برامج تدريبية حول الآيزو 9001؟
من أجل ضمان نجاح التدريب في المنظمات، يجب التخطيط للموارد اللازمة مسبقًا، مثل:
- مساحة مناسبة للتدريب
- تحفيز الموظفين وتهيئتهم لتلقي التدريب
- تخطيط جدول زمني للتدريب حسب ساعات عمل المدربين
- اختيار الموضوع حسب الاحتياجات التنظيمية
- التخطيط المناسب للميزانية إذا كان التدريب خارجيًا، أو الحرص على تدريب المدربين الداخليين إذا كان التدريب داخليًا
العلاقة بين تدريب الموظفين والموارد البشرية في المنظمة:
أصبح التدريب في السنوات الأخيرة من أهم مسؤوليات مدير الموارد البشرية، حيث أصبح التدريب المهني أداة رئيسية لرفع المستوى المهني والشخصي في المؤسسة، وهي الطريقة التي تضمن حصول الموظفين على أكثر الأدوات المهنية التي يحتاجونها للنجاح.
في سوق العمل التنافسي، يعرف المديرون أنهم بحاجة إلى تحسين قدراتهم وأدائهم باستمرار، وإلا فسوف يمضي عليهم الزمن ويتخلّفوا عن الركب. وعادةً يكون الحل هو إجراء تدريبات خاصة. فمفتاح النجاح، في أي مجال، هو تحسين الموظف من خلال أساليب تبدأ وتنتهي بالتدريب.
المُلخّص:
التدريب هو نقطة التقاء تهم جميع الأطراف في المنظمة: تهتم الإدارة لزيادة الأرباح من خلال زيادة الإنتاجية والجودة، ويهتم المديرون بتوسيع المعرفة المهنية في القسم، ويهتم الموظفون بتطوير مهاراتهم المهنية وتعزيز سِيَرُهم الذاتية. لذلك حتى في المنظمات الكبيرة التي يحدث فيها تضارب في المصالح دائمًا، فإن أهمية التدريب ومساهمته في المنظمة و / أو تحسين الموظفين هي نقطة يتفق عليها الجميع.
يعد إجراء وإقامة التدريبات هي الطريقة الأولى والأنسب لتحسين كفاءة الموظفين على المستوى المهني وعلى المستوى الشخصي. هي أداة في يد المنظمة لرفع المستوى المهني والشخصي، وأداة في يد الموظف للتخصص والتقدم في وظيفته والحصول على الخبرات اللازمة، إذ أنّ هناك ارتباط مباشر بين التدريب المهني وجودة العمل والرضا والأمن الشخصي والمهني وفرص الترقية وتحفيز الموظف.
