ليس من الغريب أن تكون من الأشخاص الذين تراودهم شكوك كبيرة حول فعالية العملات الرقمية وعدم رغبتك في الاستثمار بشيء غير موجود بالحقيقة أو حتى انعدام ثقتك بها! هذا المقال سيغير وجهة نظرك حول العملات المشفرة بعد أن تتعرف على الفوائد التي ستعود بها على أعمالك وكيفية الاستفادة منها بشكل آمن لنقل أعمالك إلى الصدارة والتميز فتابع معنا حتى النهاية.
كيف كانت البداية؟
بدأت القصة عام 2008 حيث كتب ساتوشي ناكاماتو (مجهول حتى اللحظة) مقال يصف فيه بروتكول لنقل النقدية الرقمية والذي يسمى بتكوين (أول عملة مشفرة) والتي تستخدم تقنية البلوك تشين. لمعرفة المزيد عن تقنية البلوك تشين انظر هنا.
بدأ استخدام البتكوين في عام 2009 عندما تم إصدار تطبيقها كبرنامج مفتوح المصدر، ليتم فيما بعد إنشاء الآلاف من العملات المشفرة الأخرى، والتي أصبحت قوة رئيسية في عالم التمويل والقطاع المصرفي، واستمرت العملات المشفرة في التطور والنمو حتى ظهرت قوتها الحقيقية في ذروة الوباء عام 2020 عندما ضربت الجائحة القطاع المالي مثل أي قطاع آخر من قطاعات الاقتصاد، فلم يقتصر الأمر على ثبات القطاع هذا خلال فترة الجائحة بل إنه شهد نمواً كبيراً غير مسبوق.
منذ ظهور العملات الرقمية شهدنا تحول العديد من المستثمرين والتجار من الاعتماد على العملات الورقية إلى العملات المشفرة التي أثبتت بأنها استثمار بديل مستقر إلى حد كبير. ولم يقتصر استخدام العملات المشفرة على الأفراد فبالتأكيد لحقت الشركات المختلفة بهذا الركب من خلال ضم هذه التقنية واعتماد العملات الرقمية في أعمالها.
فوائد العملات الرقمية على الأعمال
لا زالت فوائد العملات الرقمية (العملات المشفرة) غير واضحة لبعض رواد الأعمال ممن تحاوطهم المخاوف أو عدم الثقة من تبنيها على الرغم من التطور الهائل الذي شهدته هذه العملات على مر السنين، وانتقال الكثير من الشركات لتبنيها في أعمالهم، لذا سننتقل الآن لنوضح بعض الطرق التي ستفيد بها العملة المشفرة أعمالك.
أولاً: شبكة غير مركزية لتدفق المعاملات المالية
بادرت الكثير من الشركات منذ سنوات في اعتماد العملات المشفرة في أعمالها بحيث أصبحت المعاملات المالية للشركة بالكامل تتم عبر الانترنت، الأمر الذي خلص الشركات من وساطة المؤسسات المالية، فقد اتاحت العملات المشفرة للشركات سيطرة كاملة على الأموال والمعاملات. قد تفكر بأن بطاقات الائتمان تخدم نفس هذا الغرض، فما الاختلاف؟
افترض أنك تقوم باستخدام بطاقات الائتمان ضمن أعمالك وقد واجهتك مشكلات في معالجة بطاقة الائتمان، فهنا لا بد أنك ستحتاج انتظار المؤسسة المالية لمعاقبة المعاملة وإصلاح الخلل، لكن الامر سيكون مختلف بحال تعاملك مع العملات المشفرة والتي ستمنحك سيطرة كاملة على الأموال والمعاملات دون وجود سلطة مركزية، وهكذا سيتمكن عملائك من الدفع مقابل منتجك أو خدمتك بسهولة أكبر دون المرور بموافقات ائتمانية.
ثانياً: تقليل تكاليف المعاملات
إن عدم وجود وساطة للمؤسسات المالية في المعاملات المالية التي سيمر بها عملائك، ستقلل من تكلفة المعاملة بكل تأكيد،وهذه النقطة الإيجابية لا بد لنا أن نضيفها لرصيد العملة المشفرة، حيث أنها ستسمح لك بتواصل مباشر مع عميلك بالإضافة لفوائد ومزايا مختلفة تفرضها الطبيعة السلسة والمريحة لمعاملات العملة المشفرة وما تضفيه من إيجابية كبيرة لعملك من بينها:
- تعديل أسعار منتجاتك وخدماتك بسهولة
- المنافسة بشكل أفضل في السوق
- تعزيز المبيعات
- فتح أسواق جديدة أمامك
- خدمة زبائن أفضل
- تعزيز سمعتك في السوق
ثالثاً: ضمان خصوصية العملاء
عندما يقوم العميل بالدفع لأي مؤسسة او شركة عن طريق أي وسيلة دفع متاحة عبر الانترنت فمن السهل تتبع هذا الشخص والتعرف على معلوماته الصحيحة، لكن الأمر يختلف بحال كانت الشركة تستخدم العملات المشفرة فإحدى الصفات الرئيسية للعملات المشفرة هي ضمان خصوصية المستخدمين وقدرتها على الإبقاء على هوياتهم مجهولة، حيث لا يتعين على العملاء الكشف عن هوياتهم أو طلب أي تفاصيل اضافية عند الدفع باستخدام العملات المشفرة وبالتالي من المستحيل تتبع عملية الشراء التي يقوم بها العميل.
ظهرت عدة تقارير عن حدوث انتهاكات جسيمة للبيانات تستهدف الأفراد ومؤسسات الأعمال وتتركهم عرضة للخسائر المالية وسرقة الهوية كل عام، ولأن العملات المشفرة تحافظ على سرية العميل وتعزز أمن العملاء، فاعتمادك لها في عملك سيجعل شركتك أكثر جاذبية بالنسبة للأفراد الذين يخافون من انتهاكات الخصوصية أو لا يرغبون بالإدلاء بمعلومات كثيرة عنهم، فالعملات الرقمية ستسمح للمشترين بالتحكم في كمية ونوع المعلومات التي يقدمونها للشركات.
رابعاً: توسع الأعمال على مستوى العالم.
من أهم الميزات التي جاءت بها الرقمنة لعصرنا هي إلغاء الحدود وتوسيع آفاق الشركات المختلفة من خلال فتح الحدود أمامهم للتواصل مع عملاء من مختلف بقاع الأرض وكذلك إتمام عمليات البيع والدفع كاملة بشكل الكتروني، إلا أن هذا الامر واجه لسنوات تحديات مختلفة من بينها التكلفة العالية التي تنطوي عليها معالجة مدفوعات العملاء الدوليين، لكن الامر انتهى مع سطوع نجم العملات المشفرة. مع العملات المشفرة، فإن جميع المعاملات – المحلية والدولية – هي نفسها ومن السهل تنفيذها فقد تجاوزت تلك العملات كل قيود وحواجز التجارة العالمية وسهلت عمليات الدفع، فاليوم لا يهم ما إذا كانت المعاملة داخل الدولة أو خارجها فإنجاز هذه المعاملة سيتم بنفس السرعة.
جانب آخر كانت تواجهه المدفوعات عند معالجتها على مستوى العالم أثناء تعامل الشركات مع العملات التقليدية، حيث كانت الشركات تسعى لحلول بديلة لتعويض تكاليف المعالجة الدولية من خلال المبالغة في تسعير المنتج أو التخلي عن جزء كبير من أرباحها، وهذا الأمر أيضاً أنهته العملات المشفرة والتي تملك نفس القيمة في كل مكان، بالإضافة لميزة عدم وجود الوسطاء والتي جعلت المعاملات أقل تكلفة وأسرع، فهي لا تساعد الشركة فقط على زيادة إيراداتها، ولكنها تساعد أيضاً في توسع الأعمال في المناطق الدولية.
خامساً: منع عمليات الاحتيال
تواجه الأعمال التجارية من خلال الانترنت مشاكل كثيرة مع اعتمادها على بطاقات الائتمان لإتمام عمليات الدفع وخصوصاً بمشكلة الاحتيال في رد المبالغ المدفوعة والتي تحدث عندما يقوم المحتالون بإلغاء أو عكس الدفع لمنتج ما بعد حصولهم على المنتج واستخدامه، وهذا الامر سبب الكثير من الضرر على الأنشطة التجارية والذي يحتمل أن يؤدي إلى خسائر كبيرة للشركة على المدى الطويل، ولا بد من الإشارة بأن هذا النوع من الاحتيال يمكن أن يعمل فقط في المعاملات التي تنطوي على العملات الورقية وبطاقات الائتمان.
إذاً، ماذا عن العملات المشفرة؟
هذه طريقة أخرى يمكن أن تساعد بها العملة المشفرة الشركات على زيادة أرباحها إلى أقصى حد وهي فائدة كبيرة، حيث تجعل العملات المشفرة الشركة محصنة ضد هذا النوع من الاحتيال لأنها غير قابلة للتغيير، ومن المستحيل عكس جميع المدفوعات المسجلة بالفعل على بلوك تشين، لذلك بمجرد أن يدفع العميل، سيكون الدفع دائم، وبحال رغبته باسترداد الأموال يجب أن يتواصل بشكل مباشر مع المسؤولين عن النشاط التجاري.
الخلاصة
على الرغم من شكوك الكثيرين حول العملات الرقمية والطريق الطويل الذي يقف أمامها حتى تحصل على الثقة الكاملة من كافة الشركات ووصولها للتبني الجماعي، فلا يمكننا أن ننكر أن العملات الرقمية تمكنت من إثبات أهميتها وفوائدها على الأعمال من خلال الشركات التي سارعت لتبنيها لتنقل تلك الشركات للصدارة وتمحنها ميزة تنافسية عن أقرانها، فعدم وجود الوساطة ومساهمة هذه العملات في منع عمليات الاحتيال وتقليلها لتكاليف المعاملات وفتحها الحدود أمام التجارة الدولية هو أهم الفوائد التي تطرقنا إليها في هذا المقال ولا بد أنها كافية لإقناعك بضرورة وفوائد العملة المشفرة على الأعمال. إذاً ما رأيك الآن حول العملات المشفرة وهل تفكر في تبنيها ضمن اعمالك؟
الأسئلة الشائعة حول العملات المشفرة
العملة المشفرة هي عملة رقمية أو افتراضية يتم تأمينها بواسطة التشفير، مما يجعل من المستحيل التزوير أو الإنفاق المزدوج.
العديد من العملات المشفرة عبارة عن شبكات لامركزية تعتمد على تقنية Blockchain دفتر أستاذ موزع تفرضه شبكة متباينة من أجهزة الكمبيوتر، ومن السمات المميزة للعملات المشفرة أنها لا تصدر بشكل عام من قبل أي سلطة مركزية ، مما يجعلها من الناحية النظرية محصنة ضد تدخل الحكومة أو التلاعب بها.
هي سجل حسابات رقمي أنشئ بطريقة تسمح لك بالوثوق في معلوماتها دون الحاجة لسلطة الوسيط ويعتبر مفتوح و موزع، وكل سجل أو معاملة مدونة في سجل الحسابات هذا تشمل توقيع رقمي يحدد بشكل فريد من الذي كتبه. ولا بد أن نميز أن البلوك تشين ليس البتكوين بل هو تقنية والبتكوين هو أحد تطبيقاته.
- يتم تداول ما يقرب من 17000 عملة مشفرة مختلفة بشكل عام، وفقاً لموقع CoinMarketCap.com ، وهو موقع ويب خاص بأبحاث السوق. وتستمر العملات المشفرة في الانتشار.
- بلغت القيمة الإجمالية لجميع العملات المشفرة في 18 يناير 2022 حوالي 2 تريليون دولار ، بعد أن انخفضت من أعلى مستوى لها على الإطلاق فوق 2.9 تريليون دولار في أواخر عام 2021.
- Blockchain هي تقنية والعديد من العملات المشفرة مثل Bitcoin تستخدم Blockchain للمعاملات الآمنة والمجهولة المصدر.
- تتمتع Blockchain باستخدام أكثر شمولاً ، بينما يقتصر استخدام Bitcoin على العملات الرقمية فقط.
- شبكة غير مركزية لتدفق المعاملات المالية
- تقليل تكاليف المعاملات
- ضمان خصوصية العملاء
- توسع الأعمال على مستوى العالم.
- منع عمليات الاحتيال