المُنشآت التي تسعى الى تحقيق نجاحات مستمرة تتأثر بأنشطة الابتكار وترغب في تحسين فهمها لنظام إدارة الابتكار الشامل، حيث أن المنشآت المبتكرة تكون قادرة على فهم ظروف سياقه والاستجابة له ومتابعة الفرص الجديدة والاستفادة من المعرفة وإبداع الموظفين لديها ، يركز هذا النظام عليهم وعلى العملاء الذين يسعون إلى الثقة والأمان في قدرة المنشأة على الابتكار والمدربين والاستشاريين والمراجعين لإدارة الابتكار ايضاً ، وكذلك صانعي السياسات وبرامج دعمهم للمجتمع والاقتصاد ، ويساعد أيضاً على تحديد رؤية واستراتيجية المنشأة فيما يتعلق بالابتكار وتعيين الدعم والعمليات وتحديد نطاق النظام ودور القيادة والتخطيط والتشغيل والتحسين وإدارة المخاطر وعمليات وأهداف الابتكار التي تساعد المنشأة في الوصول إلى النتائج المرجوة.
ما هو معيار الآيزو 56002 – (ISO 56002)؟
هو عبارة عن مجموعة من إجراءات التشغيل القياسية و العناصر المترابطة والمتفاعلة التي تهدف إلى تحقيق القيمة من تنفيذ مشاريع الابتكار والتحقق من خدماته والنتائج المتوقعة، وهو معيار إطار عمل إرشادي وتوجيهي عام قابل للتكيف لجميع المنشآت التي ترغب في تعزيز قدراتها الابتكارية، بغض النظر عن نوعها أو قطاع عملها أو حجمها، يعتمد على التزام التنفيذ الفعال لنظام إدارة الابتكار من قِبل الادارة العليا ونهج الأنظمة لما يجب على المنشأة التفكير في تنفيذه نظراً لطموحها وتعزيز قدرتها الشاملة والثقافة الداعمة للأنشطة في سبيل التنفيذ الناجح والصيانة والتحسين المستمر لنظام إدارة الابتكار.
تعريف الابتكار
يعتبر الفهم المشترك لمفهوم الابتكار هو مفتاح بناء نظام فعال لإدارة الابتكار ووسيلة لإيجاد حلول جديدة للتحديات التي تواجه المنشأة، حيث أنه يوجد العديد من التعريفات المقترحة للابتكار والتي تهدف إلى توفير أساس ومرجع مشترك يمكن للمؤسسات استخدامه كنقطة بداية حتى إذا اختاروا أن يكون لديهم تعريف مختلف، والابتكار هو عبارة عن عملية متعلقة بأي من الأمور الإيجابية التي تستجد عن طرق وأساليب الإنتاج وإلى المنتجات المختلفة.
التعريف المستخدم في معايير الآيزو للابتكار شامل وواسع ويُعرَّف بأنه كيان جديد أو متغير، يحقق القيمة أو يعيد توزيعها ويركز على خاصيتين اساسيتين: الحداثة والقيمة، لا تقتصر فيه القيمة على القيمة المالية، بل يمكن ان تكون مثل خبرة او الرفاهية او القيمة الاجتماعية، يمكن أن يكون كيان الابتكار منتج أو خدمة أو عملية أو نموذج أو طريقة بدء من التدريجي إلى الجذري ، تتطلب طبيعته الواسعة استخدام سمة واحدة أو أكثر من أجل أن تكون أكثر تحديداً ، مثل: ابتكار العمليات ، الابتكار الاضافي ، ابتكار نموذج العمل الجذري او الابتكار الجماعي.
أحد عوائق فعالية الابتكار في المنظمات هو عدم وجود لغة مشتركة.
أنواع الابتكار
- الابتكارات الفنية: تتعلق بالتكنولوجيا الإنتاجية المستخدمة والمنتجات التي تقوم المنظمة بإنتاجها، يهدف إلى تطوير الأداء الفني بالمنظمة.
- الابتكار الإداري: يتعلق بالنظام الاجتماعي في المنظمة (أي كل ما يرتبط بالعلاقات التي بين الافراد الذين يتفاعلون معاً لتحقيق هدف معين) ، يشمل القواعد والأدوار والإجراءات والهياكل المتعلقة بعملية الاتصال والتبادل بين الأفراد والبيئة.
أهمية ادارة الابتكار
- المساعدة على إيجاد روح المنافسة في المؤسسات.
- التحسين من جودة المنتجات.
- يساعد على خلق وتعزيز صورة ذهنية طيبة عن المنشأة لدى عملائها.
- يساعد على إيجاد سبيل لتفعيل وزيادة حجم المبيعات.
- المساعدة في تمييز المُنشأة، من خلال تقليل الفترة بين إصدار المنتجات وتحسين جودة القرارات.
مبادئ الآيزو 56002 – نظام ادارة الابتكار(ISO 56002)
إدراك القيمة (Value)
الثقافة (Culture)
إدارة عدم اليقين (Risk management Uncertainty)
القدرة على التكيّف (Adaptability)
نهج النظم (System Approach)
مميزات الآيزو 56002 – نظام إدارة الابتكار
- يثبت للسوق أنها نفذت استراتيجية النمو طويل الأمد من خلال الابتكار.
- يشير للعملاء لإمكانية الاعتماد على قدرة الابتكار طويلة الأمد للمورِّد.
- يشير للمساهمين والمستثمرين أن النظام داخل المنشأة مُصمم لتحقيق مزايا تنافسية طويلة الأمد بالنسبة للمنافسين ولأهمية الحفاظ على هذه المزايا للابتكار.
أهمية نظام ادارة الابتكار داخل المنشآت
في ظل التطور السريع المستمر والتحول الرقمي في المنشآت الذي يتطلب إعادة التفكير في إدارة الابتكار الذي يساهم بشكل متزايد في نجاح أي منظمة وتعزيز قدرتها على التكيّف في التغيرات الجديدة للعالم، حيث أنه يتعلق في خلق قيمة للمنشأة ودفع عجلة التطوير بشكل مستمر وطرق أفضل للعمل والإنتاج ، وإضافة حلول جديدة وتقليل التكلفة واغتنام الفرص التي تزيد من إبداعها وتحقيق التميز من خلاله والحفاظ على التنافس مع المؤسسات الأخرى.
منذُ أن بدأت منظمة المواصفات المعيارية الدولية ISO في إصدار معايير الابتكار على مستوى العالم عام 2019 ، أصبح بإمكان جميع المنشآت في مختلف أنحاء العالم تطبيق المعايير والانطلاق نحو التميُّز ، تحتاج كل منشأة إلى نظام إدارة ابتكار خاص بها لتفعيل الابتكار ، الذي يتكون من وحدات ( المؤسسات التي تشترك معاً في أداء اعمالها ) ، حيث تقوم في وضع أهداف الابتكار المطلوب والسياسات التي تحدد طريق الوصول إلى الأهداف المطلوبة والإجراءات التي يجب تنفيذها لتحقيق الأهداف.
كيفية إدارة الابتكار في المنشآت طبقاً لمعيار الآيزو 56002 (ISO 56002)
تطبيق معيار الآيزو 56002 في المنشآت يُفعّل من قدرتها على الابتكار ويعزز مستوى العطاء فيها، يتضمن ذلك تفعيل إمكانات الإنسان ورعاية عطائه والاستثمار فيه، ويسعى لإبقاء الحالة التنافسية للمؤسسات خاضعة لمستوى جودة الابتكار وحسن إدارته. يساعد المعيار جميع المؤسسات على فهم احتياجاتها وتوقعات أطرافها المعنية وتحديد نطاق نظامها بغض النظر عن نوعها أو حجمها أو قطاعها، يساهم في تأهيل وارتقاء قدرة المنشأة على العطاء والمنافسة من خلال إطلاق وتفعيل الأفكار، وبقدر جودة الأفكار تحقق مستوى النجاح الذى تسعى إليه من إدارة الابتكار من خلال: تأسيس قيادة والتزام الإدارة العليا لخطة تطوير الابتكار ،نشر ثقافة الابتكار وتقييم أداء نظام إدارة الابتكار وتحديثه إذا لزم الأمر من منظور الاقتصاد الكلي ، فهم سياق المنظمة وتكامل نظام الإدارة العالمي ، وأيضاً تحديد وتعزيز عوامل التمكين للابتكار وعوامل القيادة.
يُمكن تطبيق معيار الآيزو 56002 في جميع المنشآت المختلفة من خلال نشر المصطلحات والأدوات والأساليب الشائعة للابتكار في كل قطاعات الاقتصاد، الأمر الذي سيسمح للعديد من الأطراف لمُحاكاة معيار الآيزو 56002 بشكل أسهل وأن يكون شرط أساسي لمجموعات المنشآت للتعاون سوياً في الابتكار والبحث والتطوير، مما يجعل الأمر أكثر صعوبة للمؤسسات التي لا تهتم في الابتكار والغير مدركة لحسن إدارته، ومن الممكن أن يؤدي إلى تراجعها أمام المؤسسات الأخرى أو عدم قدرتها على الاستمرار.
تتمثل فكرة الابتكار في الإنسان، لذلك يجب على كل مُنشأة تفعيل مبدأ التفكير بين موظفيها ومنتسبيها وأن توفِّر لهم بيئة لتقديم أفكار مبتكرة وإدارتها والاستفادة منها بأفضل ما يمكن.
مراحل نظام ادارة الابتكار ISO 56002
1. تحديد سياق المنشأة: تحتاج المنشأة لفهم سياق استراتيجية الابتكار لتحديد القضايا الداخلية والخارجية التي تؤثر على تحقيق نتائج نظام إدارة الابتكار وتحديد مجالات الفرص لتحقيق القيمة المحتملة من تطبيقه ، عند دراسة القضايا الداخلية والخارجية في الابتكار (SWOT ANALYSIS)، تمنح الفرص والتهديدات في هذا المجال دافع لإنشاء نظام إدارة ابتكار خاص ، حيث أن المنشآت التي تتبع نظام إدارة الابتكار تبحث عن الفرص في البداية ثم تدرس المخاطر التي يمكن أن تنتج عنها.
يجب على المنشآت التي تتبع نظام إدارة الابتكار تعزيز ثقافة دعم أنشطة الابتكار لتمكين التعايش مع العقليات والسلوكيات الإبداعية اللازمة في مرحلة العمليات نظراً لأهميتها بالنسبة للابتكار ، ووضع نهج يساعد على إدارة التعاون الداخلي والخارجي للمنشآت بهدف تسهيل المشاركة والوصول إلى المعرفة والكفاءة والأصول الفكرية والموارد الآخر.
2. القيادة: توضح التزام المنشآت المهتمة في نظام إدارة الابتكار لوجود قادة لديهم فضول وشجاعة ونظرة مستقبلية في الإدارة العليا للمنشأة ، ولديهم مسؤولية لتطوير ثقافة الابتكار أيضاً. يجب على المنشآت تضمين الابتكار في جميع سياساتها ومهامها ، كما أن المسؤوليات والصلاحيات للأدوار في الإدارة العليا لنظام إدارة الابتكار يجب أن تتضمن تعيين رواد للابتكار فيها والتي قد تحتاج إلى وكلاء تغيير أيضاً داخل المنشأة.
3. التخطيط: المنشآت التي تتبع نظام إدارة الابتكار ، عند عملية التخطيط يجب أن تراعي القضايا الداخلية والخارجية للمنشأة و تحديد الفرص والمخاطر والفرص المتعلقة حسب الأولويات وحسب المخاطر من أجل:
كما يجب على خطة نظام إدارة الابتكار أن تحدد أهداف الابتكار القابلة للقياس ومراعاة المنشأة في الاحتفاظ بمعلومات موثوقة عن هذه الأهداف
من أهداف الابتكار:
4. الدعم والاستفادة من العوامل الممكنة: يوجد 8 عوامل رئيسية يمكن للمنشآت في نظام إدارة الابتكار الاستفادة منها وهي:
أ- الموارد المتاحة: يجب على المنشأة تحديد وتوفير الموارد اللازمة لإنشاء نظام إدارة الابتكار في الوقت المناسب وتنفيذه وصيانته وتحسينه المستمر ، مثل: الأشخاص ، الوقت ، المعرفة ، المالية ، البنية التحتية.
ويجب على المنشأة ايضاً عند الاستفادة من الموارد المتاحة مراعاة ما يلي:
د-الاتصالات: يكون التواصل لخلق الوعي وزيادة مشاركة الناس والاستعداد للعمل وتأسيس قيادة فكرية والتأثير وبناء قيمة العلامة التجارية وما إلى ذلك.
هناك نوعان من الاتصالات:
• اتصال داخلي، مثل اجتماعات الفريق، لوحات الإعلانات، الشبكات الداخلية، النشرات الأخبارية، الألعاب، المجلات، مؤتمرات الموظفين وتدريبهم.
• اتصال خارجي، مثل مواقع الويب، التقارير الثانوية، أدبيات المنشآت، التقارير الموجزة للمؤسسات المالية، المستخدمين ، العملاء ، الشركاء ، الموردين ، الأطراف المعنية الأخرى ذات الصلة ، الإعلانات ، البيانات الصحفية ، المعارض التجارية.
هـ- المعلومات الموثقة: المعلومات الموثقة ذات الأصل الخارجي التي تحددها المنظمة على أنها ضرورية لتخطيط وتشغيل نظام إدارة الابتكار تكون حسب الحاجة ، ويجب مراقبتها.
و- الأدوات والأساليب: يجب على المنشأة تحديد ، وتوفير ، والحفاظ على الأدوات والأساليب اللازمة لتطوير وصيانة وتحسين نظام إدارة الابتكار. هناك أنواع مختلفة من الأدوات والأساليب ، مثل الوصفية والاستفزازية والتشاركية والتحدي والتحليلية والتواصلية. و تتخذ أيضاً العديد من الأشكال والتنسيقات ، مثل الأدلة والتعليمات والألعاب والقوالب والعروض التقديمية ومقاطع الفيديو والبرامج والأجهزة.
بعض الأمثلة على الأدوات والأساليب: هي الاختيار الخلفي ، والبحوث الإثنوغرافية ، وتخطيط السيناريو ، والعصف الذهني ، وإدارة الأفكار ، والتصميم الشامل ، وقوالب نماذج الأعمال.
ز- إدارة الاستخبارات الاستراتيجية: يمكن أن يشمل الذكاء الاستراتيجي أنشطة لاكتساب وجمع وتفسير وتحليل وتقييم وتطبيق وتسليم أو مشاركة صانعي القرار وغيرهم من الأطراف المعنية ذات الصلة ، والبيانات والمعلومات والمعرفة الضرورية. الأدوات والأساليب: هي الاختيار الخلفي ، والبحوث الإثنوغرافية ، وتخطيط السيناريو ، والعصف الذهني ، وإدارة الأفكار ، والتصميم الشامل ، وقوالب نماذج الأعمال.
حـ- إدارة الملكية الفردية: تشمل الملكية الفردية الاختراعات والتقنيات والأعمال الأدبية والعلمية والفنية والرموز والتصاميم والمنهجيات والأسماء والصور والبرمجيات والبيانات والمعرفة ، وتستخدم لتحقيق بعض الأهداف مثل بناء العلامة التجارية ، والتمييز بين العروض وتحديد مواقعها ، وولاء العملاء ، والبحث والتطوير ، لتوليد الإيرادات.
5. العمليات: تعتبر هي الوظيفة الجوهرية في نظام إدارة الابتكار التي تسعى للحصول على ابتكار واعد ، حيث أنه على المنشآت التي تتبنى نظام إدارة الابتكار التخطيط والتنفيذ والتحكم في مبادرات الابتكار والعمليات والهياكل والدعم اللازم للتعامل مع فرص الابتكار وتلبية المتطلبات وتنفيذ الإجراءات التي تم تحديدها من خلال:
• وضع معايير لمبادرات وعمليات الابتكار.
• تنفيذ الرقابة على مبادرات وعمليات الابتكار وفقاً للمعايير.
• الاحتفاظ بالمعلومات الموثوقة بالقدر اللازم للثقة من أن المبادرات وعمليات الابتكار قد تم تنفيذها كما هو مخطط.
يجب على المنشآت التحكم في مبادرات وعمليات الابتكار التعاونية والاستعانة بمصادر خارجية والتحكم في التغييرات المخطط لها ومراجعة عواقب التغيرات غير المقصودة واتخاذ الإجراءات لمنع أو تخفيف أي آثار غير ضارة، يتطلب التخطيط التشغيلي فيها نهج مختلف في التحكم بالأنشطة الإبداعية والتجريبية والذي يمكن أن يختلف نهجها مع ممارسات المنشآت الأخرى ، فهي تهتم بدمج درجة عالية من الحرية والمرونة لإدارة عدم اليقين.
تهتم المنشآت التي تعمل بنظام إدارة الابتكار بتكوين عمليات ابتكار تتناسب مع مبادرة الابتكار (والتي يمكن تعريفها بأنها مجموعة من الأنشطة المتسقة الرسمية وغير الرسمية) ، يمكن ان تكون مبادرة الابتكار مشروعاً أو برنامجاً أو أي نوع آخر من النهج ، ويمكن أيضاً اقتراح مبادرة ابتكار من قِبل أي شخص في المنشأة ويمكن للمنشآت إنشاء عملية واحدة أو أكثر لإدارة مبادرات الابتكار .
تركز العمليات الإبداعية والتجريبية للابتكار على الاستكشاف لاكتساب المعرفة و تتميز بالمرونة وقابليتها للتكيف ، وإمكانية تشكيل تكوينات مختلفة تعتمد على نوع الابتكار وظروف المنشأة ، وتتميز باستطاعتها على تشكيل مسار سريع للعمليات المختارة ، تسلسلها غير الخطي ، متكررة ، تنفيذها بشكل داخلي أو مستقل عن عمليات المنشاة الأخرى ، مرتبطة بعمليات أخرى في المنشأة مثل البحث وتطوير المنتجات والتسويق والمبيعات والشراكة وعمليات الدمج والاستحواذ والتعاون والملكية الفكرية.