نبذة عن البنية المؤسسية أو المعمارية المؤسسية (Enterprise Architecture)
إن إنشاء واستخدام إطار البنية المؤسسية أو المعمارية المؤسسية (Enterprise Architecture) سيساعد مؤسستك بشكل كبير على تحقيق أهدافها الاستراتيجية.
تضمن توافق الأعمال داخل المنشآت مع استراتيجيات التحول الرقمي والنمو التقني المتسارع. تعتبر البنية المؤسسية أو المعمارية المؤسسية (Enterprise Architecture) مفيدة بشكل خاص للمنشآت التي تمر بعملية التحول الرقمي. حيث تستخدم مخرجات البنية المؤسسية في تصميم مشروعات التحول المؤسسي وتحليل تبعات التغيير وإدارته.
ما هو تعريف البنية المؤسسية أو المعمارية المؤسسية (Enterprise Architecture)؟
تتعدد التعاريف المنتشرة حول العالم للبنية المؤسسية والبعض منها يميل نحو التعقيد أحياناً لذا سنركز على تعريف تم تطويره من قبلنا يمتاز بالوضوح والدقة.
البنية المؤسسية هي ممارسة تقوم بها المؤسسات من أجل التطوير الناجح وتنفيذ الاستراتيجية عبر إجراء تحليل مؤسساتي يؤسس لخريطة مؤسسية تحقق رسالة ورؤية المؤسسة من خلال التنفيذ الأمثل للعمليات المحورية والتشغيل الكفء لتقنية المعلومات الداعمة.
حيث يتم استخدام الأطر والمنهجيات العالمية لتصميم وتخطيط وتنفيذ نماذج متكاملة وشاملة لكل مكونات العمل تساعد على توحيد وتنظيم البنية التحتية لتقنية المعلومات لتتماشى مع أهداف العمل.
وبشكل مشابه قام برنامج التعاملات الإلكترونية الحكومية (يسِّر) بوضع التعريف التالي:
“البنية المؤسسية هي ممارسات وضوابط تعنى بتطبيق رؤية واستراتيجية الجهة الحكومية وذلك بإحداث التغييرات اللازمة للموائمة بين أهداف وإجراءات الأعمال للجهة وبين تقنية المعلومات (التطبيقات، البيانات، البنية التحتية للتقنية) التي تستخدمها لتحقيق هذه الرؤية”.
نشأة وتاريخ البنية المؤسسية أو المعمارية المؤسسية (Enterprise Architecture)
يمكن القول إن تطور البنية المؤسسية أو المعمارية المؤسسية (Enterprise Architecture) مر بثلاثة مراحل واضحة المعالم:
- مرحلة ما قبل البنية المؤسسية:
بدأت البنية المؤسسية (Enterprise Architecture) في الستينيات من القرن العشرين ، ولدت من “مخطوطات معمارية مختلفة حول تخطيط نظم الأعمال (Business system planning) من قبل البروفيسور ديوي ووكر (Dewey Walker)” ، وفقاً لكتاب المعرفة لعمارة المشاريع (Enterprise Architecture Body of Knowledge) وكانت البدايات الأولى في شركة International Business Machines Corporation (IBM) .
- المرحلة المبكرة من البنية المؤسسية:
بدأت هذه المرحلة في الثمانينيات واستمرت حتى التسعينات من القرن العشرين حيث ساعد جون زاخمان (John Zachman)، وهو أحد طلاب البروفيسور ديوي ووكر ، في صياغة هذه الدراسات و المستندات بتنسيق أكثر تنظيماً و أقرب إلى البنية المؤسسية (Enterprise Architecture) التي نعرفها اليوم. و عمل كلا الرجلين أيضاً لشركة International Business Machines Corporation (IBM) خلال تلك الفترة ، وذلك عندما نشر زاخمان إطار العمل في IBM Systems Journal في عام 1987.
وخلال الفترة الممتدة من الثمانينيات إلى التسعينات عندما كانت أنظمة المعلومات تترسخ في بيئات العمل. سرعان ما أدركت المؤسسات والشركات أنها ستحتاج إلى خطة واستراتيجية طويلة المدى لتنظيم الاستثمار في تقنية المعلومات (Information Technology) لدعم النمو السريع للتكنولوجيا داخل مفاصل العمل جميعها، وهذا لا يزال صحيحاً حتى وقتنا الحاضر.
- المرحلة الحديثة من البنية المؤسسية:
وتبدأ من أواخر التسعينات، وتستمر هذه الحقبة حتى يومنا هذا وعرفت ظهور العديد من أطر العمل الشهيرة مثل The Open Group Architecture Framework (TOGAF) و Federal Enterprise Architecture Framework (FEAF)
فوائد البنية المؤسسية أو المعمارية المؤسسية (Enterprise Architecture)
- السماح بتعاون أكثر انفتاحاً بين تقنية المعلومات ووحدات الأعمال الأخرى داخل المنشأة.
- إعطاء صناع القرار القدرة على تحديد أولويات الاستثمارات تبعاً للعائد من الاستثمار.
- دعم رغبات التطوير الناجحة للمؤسسات والشركات.
- تقديم نظرة هندسية و شاملة لتقنية المعلومات ولجميع وحدات الأعمال خارج تقنية المعلومات
- توفير إطار مرجعي لمقارنة النتائج مع المنظمات أو المعايير الأخرى.
ما هي أشهر أطر ومنهجيات البنية المؤسسية أو المعمارية المؤسسية (Enterprise Architecture)؟
خلال السنوات الماضية ظهرت العديد من أطر العمل والمنهجيات الخاصة بالبنية المؤسسية وتهدف جميع الأطر والمنهجيات إلى تحديد هيكل يمكن أن يمثل التفاعلات المعقدة بين الأشخاص والعمليات والتقنيات. ويحدد كيفية تنظيم الهياكل والمكونات داخل البنية حيث يمكن استخدام الإطار لوصف الحالات الحالية والمستقبلية وتحليل الثغرات في المنشأة. سنتطرق إلى أربعة من أشهر أطر العمل العالمية:
- توجاف (TOGAF) أو ما يعرف ب إطار بنية المجموعة المفتوحة (The Open Group Architecture Framework).
يوفر هذا الإطار نهجاً لتصميم وتخطيط وتنفيذ وحوكمة بنية تقنية معلومات المؤسسة، تم تطوير هذا الإطار في عام 1995 من قبل المجموعة المفتوحة (Open Group) ويعد الإصدار 9.2 أحدث إصدار فهي النسخة المعتمدة منذ عام 2018 ويوفر إرشادات محسنة، وتصحيح الأخطاء، وتحسين هيكل الوثيقة، وإزالة المحتوى المتقادم. تتضمن التحسينات الرئيسية التي تم إجراؤها في هذا الإصدار تحديثات لهيكل الأعمال ونموذج تعريف المحتوى (Content Meta model).
كل هذه التغييرات تجعل إطار عمل (TOGAF) أسهل في الاستخدام والصيانة. إنه إطار يسمح للمؤسسات والشركات بتصميم وتخطيط وتطوير وتنفيذ بنيتها التحتية مع عدد أقل من الأخطاء واستخدام أمثل للموارد المالية ويمكن للمؤسسات والمنظمات استخدام هذا الإطار مجاناً داخلياً ولكن لا يمكن استخدامه لأغراض تجارية.
يتميز إطار (TOGAF)بمجموعة موسعة من المفاهيم والمبادئ التوجيهية لدعم إنشاء تسلسل هرمي متكامل للهياكل التي يتم تطويرها من قبل فرق داخل مؤسسات أكبر تعمل ضمن نموذج شامل للحوكمة المعمارية.
يساعد إطار عمل (TOGAF) الشركات على إنشاء نهج موحد تجاه البنية المؤسسية باستخدام مفردات مشتركة ومعايير موصى بها وطرق امتثال وأدوات وبرامج مقترحة وطريقة لتحديد أفضل الممارسات. يحظى إطار عمل (TOGAF) بشعبية كبيرة كإطار معماري للمؤسسات، ووفقاً للمجموعة المفتوحة (Open Group)، تم اعتماده من قبل أكثر من 80 بالمائة من المؤسسات والشركات الرائدة في العالم. ويتم توصيف إطار عمل (TOGAF) عادة في أربع مجالات مترابطة تدعى مجالات البنية (Architecture Domains) :
- مجال الأعمال (Business Architecture) حيث يتم تعريف وتحديد استراتيجية المؤسسة وإطار الحوكمة والهياكل التنظيمية والعمليات التي تنظم الأعمال الأساسية داخل المنشأة.
- مجال البيانات ( Data Architecture)يصف هيكل أصول البيانات المنطقية والمادية للمؤسسة وموارد إدارة البيانات المرتبطة بها.
- مجال التطبيقات (Application Architecture) يوفر مخططاً لكل من الأنظمة المعلوماتية التي سيتم نشرها، والتفاعلات بين الأنظمة ، وعلاقاتها بالعمليات الأساسية للمؤسسة مع أطر الخدمات التي سيتم عرضها كوحدات أعمال (Business Functions) للتكامل.
- مجال التقنية (Technology Architecture) يصف الأجهزة والبرامج والشبكات الحاسوبية والبنية التحتية اللازمة لدعم نشر التطبيقات الأساسية والمهمة.
طريقة تطوير المعمارية (Architecture Development Method) وهي طريقة لتطوير البنية المؤسسية بحيث تلبي احتياجات الأعمال وتقنية المعلومات للمؤسسة. ومصممة وفقاً لاحتياجات المنظمة ثم يتم توظيفها لإدارة تنفيذ أنشطة التخطيط المعماري، هذه الطريقة ناتجة عن المساهمات المستمرة من مختلف خبراء (TOGAF). تساعد (ADM) الخبراء والممارسين المعماريين على تطوير مؤسسة تلبي معظم متطلبات النظام والمتطلبات التنظيمية الأخرى، و الشكل التالي يوضح البنية:
- إطار عمل زاكمان (Zachman Framework).
تمت تسمية إطار عمل Zachman على اسم أحد المؤسسين الأصليين لمنهج البنية المؤسسية: جون زاخمان (John Zachman) ، فهو التمثيل الرسمي و التعريف المؤسسي ويمثل هيكل أساسي للبنية المؤسسية التي توفر طريقة رسمية ومنظمة لتعريف و عرض المنشأة أو المنظمة ويمتد على ستة نقاط اتصال معمارية وستة من أصحاب المصلحة الأساسيين للمساعدة في توحيد وتعريف مكونات ومخرجات هندسة تقنية المعلومات. وهنا ستمنحكم شبكة الاتصال البينية التي تنشئها هذه النقاط فيما بينها هيكلاً يشرح لكم كيف يمكن لمنظمة أن تعمل بشكل أفضل. عندما يدرك صناع القرار سبب ارتباط كل نقطة ببعضها البعض، سيتم الكشف عن جانب قوي وبالتالي التحرك نحو اتخاذ القرارات الصحيحة. ولابد من الانتباه إلى أن هذه التفاصيل واسعة النطاق، ويمكن أن يؤدي تحسينها إلى توفير شبكة أكثر تركيزاً ودقة من المعلومات التي تمثل اليوم عصب الحياة.
- المنهجية الوطنية للبنية المؤسسية (NORA).
يأتي تطوير برنامج التعاملات الإلكترونية الحكومية “يسّر” للمنهجية الوطنية للبنية المؤسسية (NORA) ضمن جهود البرنامج المتماشية مع أهداف رؤية 2030، للقطاع الحكومي حيث تعمل المنهجية بمساعدة الجهات الحكومية على تطوير البنية المؤسسية بطريقة ميسرة ووفق مراحل وخطوات تضمن الحوكمة الجيدة في التطبيق والتوافق مع العمل الحكومي. وتهدف المنهجية الوطنية للبنية المؤسسية (NORA) بشكل عام إلى:
- تحديد نطاق ومتطلبات البنية المؤسسية في الجهات الحكومية.
- مساعدة الجهات الحكومية لتطبيق البنية المؤسسية على نحو سلس وفعال.
- ضمان كفاءة وجودة البنية المؤسسية ومخرجاتها بالجهة الحكومية من خلال عمليات وتوصيات متسقة.
- مواءمة توجهات وأهداف البنية المؤسسية بالجهة الحكومية مع البنية المؤسسية الوطنية والخطط التنفيذية الوطنية لدعم التوجه الحكومي نحو التحول الرقمي بشكل أشمل.
- تسهيل استخدام البنية المؤسسية وتعزيز توعية وبناء القدرات في الجهات الحكومية.
وتتميز المنهجية الوطنية للبنية المؤسسية (NORA) عن باقي المنهجيات بأنها:
- بنيت كدليل لبناء وتطوير البنية المؤسسية بما يلائم احتياجات وتطلعات الجهات الحكومية.
- وصفت جميع مراحل دورة حياة البنية المؤسسية بتفصيل مع توفير أمثلة ونماذج توضيحية للمخرجات في كل مراحلها لمساعدة الجهات الحكومية لفهم أفضل.
- نهج متوازن في بناء البنية المؤسسية التي تركز على كل من الإجراءات وبناء المخرجات المطلوبة.
- مرنة وقابلة للتخصيص لتلائم المتطلبات والاحتياجات المختلفة للجهات الحكومية.
دورة حياة المنهجية الوطنية للبنية المؤسسية “NORA” تقوم المنهجية الوطنية للبنية المؤسسية “NORA ” على دورة حياة تتكون من عشرة مراحل رئيسية. ويتم تنفيذ هذه المراحل على نحو متتابع بما يتناسب مع غايات وأهداف الجهة الحكومية فيما يتعلق ببناء وتطوير البنية المؤسسية.
الشكل أدناه يوضح مراحل المنهجية الوطنية للبنية المؤسسية.
- المرحلة الأولى: إعداد استراتيجية لمشروع البنية المؤسسة
- المرحلة الثانية: إعداد خطة لمشروع البنية المؤسسية
- المرحلة الثالثة: تحليل الوضع الحالي
- المرحلة الرابعة: إعداد إطار عام للبنية المؤسسية
- المرحلة الخامسة: بناء النماذج المرجعية
- المرحلة السادسة: بناء البنية الحالية (الراهنة)
- المرحلة السابعة: بناء البنية المستقبلية (المستهدفة)
- المرحلة الثامنة: إعداد خطة التحول
- المرحلة التاسعة: إعداد خطط لإدارة البنية المؤسسية
- المرحلة العاشرة: تنفيذ وتشغيل البنية المؤسسية
- الإطار المعماري الفدرالي للمؤسسات (Federal Enterprise Architecture)
يعد إطار العمل المعماري الفيدرالي للمؤسسات (Federal Enterprise Architecture) ، أحد أحدث المحاولات لإنشاء هيكل متين للمؤسسات الحكومية. قامت الحكومة الفيدرالية الأمريكية بتطويره في عام 2006. بغرض مساعدة الوكالات والمنظمات الحكومية مختلفة التنظيم. يجمع إطار العمل المعماري الفيدرالي للمؤسسات (Federal Enterprise Architecture) بين اثنين من أفضل أطر العمل العالمية وهي (Zachman)و (TOGAF). لدى إطار العمل المعماري الفيدرالي للمؤسسات (Federal Enterprise Architecture) خمسة نماذج مرجعية. وهي تغطي الأعمال والخدمات والمكونات والتقنية والبيانات.
تتحد هذه النقاط الخمس مع نموذج المقطع لإنشاء منظور حول أفضل طريقة لتثبيت بنية المؤسسة. يسمح نموذج المقطع في جوهره بالتمييز بين أي عدد من المنظمات والاتصالات. لقد مثل إطار العمل المعماري الفيدرالي للمؤسسات (Federal Enterprise Architecture) الأساس لإعادة هيكلة واسعة النطاق للعديد من الجهات والمنظمات الحكومية.
تطبيق البنية المؤسسية أو المعمارية المؤسسية (Enterprise Architecture)
يعمل الفريق الاستشاري في شركة ريناد المجد لتقنية المعلومات (RMG) على تقديم العديد من الخدمات التي تساعد المنشآت والمؤسسات الراغبة بتطبيق البنية المؤسسية أو المعمارية المؤسسية (Enterprise Architecture) :
- تقديم المساعدة لتأسيس مكتب البنية المؤسسية.
- تقديم الخدمات الاستشارية لتشغيل مكتب البنية المؤسسية.
- تقديم المساعدة في تطبيق المنهجية الوطنية للبنية المؤسسية (NORA)
- تطبيق إطار عمل (TOGAF).
- تطبيق إطار عمل (Zachman).
- خدمات تقييم مستويات النضج في المنهجية الوطنية للبنية المؤسسية (NORA)
- خدمات تقييم مستويات النضخ في إطار عمل (TOGAF) و إطار عمل (Zachman)