مخاطر التحول الرقمي في عام 2025 للمؤسسات

وقت القراءة 6 دقيقة

سيحمل عام 2025 في طياته الكثير من التحديثات والتغيير في طريقة العمل وتنفيذ الأعمال بالإضافة إلى الاستمرار في عملية التحول الرقمي في المؤسسات، نظرًا للفوائد العديدة التي تعود عليها، إلّا أنّ هذه العملية لا تخلو من مخاطر التحول الرقمي الكبيرة والتي يتوجب على المؤسسات الاستعداد جيدًا لها. في هذا المقال نسرد أبرز المخاطر لعام 2025.

 ما هي أهم مخاطر التحول الرقمي لعام 2025 ؟

1-تهديدات الأمن السيبراني

تشكل تهديدات الأمن السيبراني إحدى أهم مخاطر التحول الرقمي إذ تكون في كثير من الأحيان مصدر قلق كبير للمؤسسات أثناء خضوعها للتحول الرقمي ونظراً إلى أن المؤسسات تعتمد بشكلٍ كبيرٍ على التقنياتِ الرقمية، فقد تتعرض لخطر متزايد من الهجمات السيبرانية كالبرامج الضارة وخروقات البيانات، التي تؤدي إلى عواقب سلبية بما في ذلك الخسائر المادية والمسؤوليات القانونية، ومن المرجح أن يستمر هذا الخطر بالتطور في العام الجديد مع زيادة تعقيد هذه التهديدات.

2-نقص المواهب

من الممكن أن يكون هذا تحديًا للمؤسسات التي تمر بالتحول الرقمي حيث يؤدي التطور السريع في التقنيات الرقمية إلى نقص في الموظفين الذين يستطيعون مواكبة هذا التغيّر المتسارع، فيصبح هناك نقص في الأفراد المؤهلين لملئ الشواغر الوظيفية الشاغرة التي تحتاجها المؤسسة، مما يستوجب عليك العمل على تطوير نظم وبرامج استبقاء واستقطاب الموظفين وتطوير المهارات في مؤسستك.

3-عدم التوافق مع أهداف العمل

من المحتمل ألا تتوافق جهود التحول الرقمي للمؤسسة مع أهداف وغايات عملها العامة، فقد لا يكون التحول ناجحًا ويخلق مشاكل كثيرة أكثر من فوائده، يمكن أن يحدث هذا إذا لم تركز المنظمة على النظر في كيفية استخدام التقنيات لدعم أعمالها.

4-مقاومة التغيير

غالبًا ما يتطلب التحول الرقمي تطورات كبيرة في الطريقة التي تعمل بها المؤسسة، مما قد يؤدي إلى اعتراض بعض الموظفين الرافضين للتغيير، فتأتي هذه المقاومة بأشكال عديدة، بما في ذلك الخوف من فقدان الوظيفة أو التغييرات في الأدوار الوظيفية، أو عدم الراحة من التقنيات الجديدة، وطرق العمل.

5-تحديات إدارة البيانات

مع قيام المؤسسات بإنتاج وجمع كميات متزايدة وكبيرة من البيانات، فقد تواجه إحدى مخاطر التحول الرقمي والتي تتعلق بمشاكل في تخزين هذه البيانات وتحليلها وإدارتها، فيؤدي ذلك إلى مشاكل في جودة البيانات، بالإضافة لذلك قد تواجه هذه المؤسسات مشاكل تتعلق بأمن وخصوصية البيانات.

5-الدمج مع الأنظمة القديمة

غالباً ما يتطلب التحول الرقمي دمج الأنظمة القديمة مع الحديثة لتكمل بعضها، والتي من الممكن أن تكون عملية معقدة وتستغرق وقتًا طويلًا، فيؤدي ذلك إلى التوقف عن العمل، وتعطيل العمليات، والتأثير سلبًا على الإنتاج.

ومن مخاطر التحول الرقمي أيضاً إن لم تتم عملية الدمج مع النظام القديم بشكل صحيح من الممكن أن تؤدي إلى فقدان البيانات وتعطل في النظام، كما أن هذه العملية لا تخلو من التكلفة العالية فمن الممكن أن يكون هناك خطر حول تجاوز الميزانية لهذه المؤسسة.

6-فقدان الميزة التنافسية

إحدى مخاطر التحول الرقمي التي تواجهها المؤسسة هي الفشل في عدم مواكبتها للتطور السريع في المجال الرقمي مما سيجعلها غير قادرة على المنافسة مع المنظمات القادرة على التكيف مع التقنيات الجديدة، وفقدانها الميزة التنافسية، وفي الغالب يمكن لذلك أن يكون خطرًا كبيرًا على المؤسسة، حيث إن القدرة على التميز في السوق غالباً ما تكون عاملاً رئيسياً لنجاح المنظمة.

7-تعطل نماذج الأعمال التقليدية

من المحتمل أن يعطل هذا التحول نماذج الأعمال التقليدية، مما يؤدي إلى ضياع الموظفين الذين لا يمتلكون مهارات كافية للتكيف مع الأدوار الجديدة، فيخلق ذلك مشاكل في فقدان الموظفين، وتعطيل العمليات التجارية.

8- زيادة الاعتماد على  مقدمي الخدمات الخارجيين

عدم وفاء مقدمي هذه الخدمات بوعودهم أو فشلهم سيؤدي إلى مخاطر  كبيرة من ناحية عمل هذه المؤسسة، كما أن الاعتماد على مقدمي خدمات غير موثوقين سيشكل خطرًا حول خصوصية البيانات وأمنها، بحيث يتمكن هؤلاء من الوصول إلى بيانات حساسة.

9-صعوبة تحديد العائد على الاستثمار من التحول الرقمي

نظرًا للفوائد المعقدة وغير الملموسة من هذا التحول، قد يصعب على المؤسسات قياس الربح من هذا الاستثمار، وإظهار القيمة الحقيقية التي حققها.

 

 ما هي أبرز الحلول حول مخاطر التحول الرقمي ؟

وبما أن هناك العديد من مخاطر التحول الرقمي للمؤسسات فمن المؤكد أنه يوجد إستراتيجيات يمكن اتباعها لتفادي هذه المخاطر لنتعرف على بعضها:

1-التخفيف من مخاطر تهديدات الأمن السيبراني

عن طريق تنفيذ تدابير قوية للأمن السيبراني، مثل جدران الحماية والتشفير وبروتوكولات الأمان، كما ينبغي للمؤسسات تثقيف الموظفين حول أفضل ممارسات الأمن بالفضاء الإلكتروني، وأن يكون لديهم سياسات وإجراءات للاستجابة للحوادث الطارئة، بالإضافة إلى ذلك يمكن لهذه المؤسسات الاستعانة بشركات خارجية موثوقة لدعمها في مجال الأمن السيبراني، مثل ريناد المجد لتقنية (RMG) التي تُقدّم أفضل خدمات الأمن السيبراني للمؤسسات في مختلف القطاعات.

2-تطوير ثقافة التعلم المستمر

يجب على المنظمات الاستثمار في برامج التدريب والتطوير التي تزوّد الموظفين بالمهارات والمعرفة التي يحتاجونها للنجاح في البيئة الرقمية، ويمكن أن يشمل ذلك برامج تركز على تقنيات ومهارات رقمية، بالإضافة إلى ذلك ينبغي على المنظمات أن تنظر إلى توظيف المواهب من مصادر متنوعة، مما يؤدي إلى تخفيف خطورة نقص المواهب ومقاومة التغيير لدى الموظفين.

3-وضع سياسات واضحة لإدارة البيانات

من خلال وضع إجراءات واضحة لإدارة البيانات، والاستثمار في أدوات إدارة البيانات مثل تخزين البيانات، يمكن لهذا ضمان الحفاظ على أمن البيانات وإدارتها والوصول إليها بشكل صحيح.

ما هي سلبيات التحول الرقمي ؟

التحول الرقمي خطوة مهمة لتطوير الأعمال والخدمات، لكنه لا يخلو من التحديات والسلبيات. فيما يلي بعض أبرز سلبيات التحول الرقمي :

1. التكلفة العالية
يتطلب التحول الرقمي استثمارات كبيرة في البنية التحتية التكنولوجية، مثل الأجهزة، البرمجيات، والشبكات.
قد تكون هناك حاجة لتوظيف خبراء أو تدريب الموظفين الحاليين، مما يزيد التكاليف.

2. مخاطر الأمن السيبراني
زيادة الاعتماد على التكنولوجيا يجعل الأنظمة أكثر عرضة للاختراقات والهجمات الإلكترونية.
تسريب البيانات أو فقدانها يمكن أن يؤدي إلى خسائر مالية وسمعية كبيرة.

3. مقاومة التغيير
قد يواجه التحول الرقمي مقاومة من الموظفين أو العملاء الذين يفضلون الطرق التقليدية.
التغيير في الثقافة المؤسسية يتطلب وقتًا وجهدًا لتقبله.

4. الفجوة الرقمية
– عدم توفر المهارات الرقمية لدى بعض الموظفين أو العملاء قد يعيق عملية التحول.
– في بعض المناطق، قد تكون البنية التحتية التكنولوجية غير كافية لدعم التحول الرقمي.

5. تعقيد الإدارة
إدارة الأنظمة الرقمية يتطلب مهارات متخصصة وقد يكون معقدًا.
الحاجة إلى تحديث مستمر للبرمجيات والأجهزة للحفاظ على الكفاءة.
6. فقدان الوظائف
– الأتمتة والذكاء الاصطناعي قد تؤدي إلى استبدال بعض الوظائف التقليدية، مما يسبب بطالة أو نقص في فرص العمل.

7. اعتماد كبير على التكنولوجيا
الاعتماد المفرط على التكنولوجيا قد يؤدي إلى توقف الأعمال في حالة حدوث أعطال أو انقطاع في الخدمات.
قد يفقد الموظفون مهاراتهم الأساسية بسبب الاعتماد على الأدوات الرقمية.

8. تحديات الخصوصية
جمع وتخزين البيانات الرقمية يثير مخاوف تتعلق بخصوصية الأفراد.

قد تكون هناك صعوبات في الامتثال للقوانين واللوائح الخاصة بحماية البيانات.

9. التحديات الفنية
قد تواجه المؤسسات صعوبات في تكامل الأنظمة القديمة مع التقنيات الجديدة.

الحاجة إلى صيانة مستمرة ودعم فني للأنظمة الرقمية.

10. تأثير على العلاقات الإنسانية
الاعتماد على التواصل الرقمي قد يقلل من التفاعلات الشخصية المباشرة، مما يؤثر على العلاقات الاجتماعية والمهنية.

11. التحديات البيئية
زيادة استخدام الأجهزة الإلكترونية والطاقة قد يؤدي إلى زيادة البصمة الكربونية.

12. عدم اليقين في العوائد
قد لا تحقق الاستثمارات في التحول الرقمي عوائد فورية، مما يسبب ضغوطًا مالية على المؤسسات.

رغم أن التحول الرقمي يقدم فرصًا كبيرة لتحسين الكفاءة والابتكار، إلا أنه يتطلب تخطيطًا دقيقًا وإدارة للتحديات المحتملة. يجب على المؤسسات أن تضع استراتيجيات متكاملة للتغلب على هذه السلبيات لضمان نجاح التحول الرقمي.

ما هي ايجابيات التحول الرقمي ؟

التحول الرقمي نقلة نوعية في طريقة عمل المؤسسات وتقديم الخدمات، حيث يوفر العديد من المزايا التي تسهم في تحسين الكفاءة والإنتاجية وتجربة العملاء. فيما يلي أبرز إيجابيات التحول الرقمي:

1. تحسين الكفاءة التشغيلية
أتمتة العمليات الروتينية يقلل من الأخطاء البشرية ويوفر الوقت والجهد.

تبسيط العمليات الإدارية واللوجستية عبر استخدام الأنظمة الرقمية.

2. تعزيز تجربة العملاء
توفير خدمات أسرع وأكثر دقة من خلال المنصات الرقمية.

إمكانية تقديم تجارب شخصية مخصصة بناءً على بيانات العملاء.

3. زيادة الإنتاجية
استخدام الأدوات الرقمية يساعد الموظفين على إنجاز المهام بشكل أسرع.

تقليل الوقت الضائع في العمليات اليدوية أو الروتينية.

4. تحسين اتخاذ القرار
توفير بيانات دقيقة وفي الوقت الفعلي لمساعدة القادة على اتخاذ قرارات مستنيرة.

استخدام تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات للتنبؤ بالاتجاهات المستقبلية.

5. المرونة وسهولة الوصول
تمكين الموظفين من العمل عن بُعد باستخدام الأدوات الرقمية.

توفير خدمات ومنتجات عبر الإنترنت، مما يسهل الوصول إليها من أي مكان وفي أي وقت.

6. تخفيض التكاليف على المدى الطويل
تقليل النفقات التشغيلية من خلال الأتمتة والعمليات الرقمية.

تقليل الحاجة إلى الورق والتخزين التقليدي.

7. تعزيز الابتكار
توفير منصات لتجربة أفكار جديدة وتطوير منتجات وخدمات مبتكرة.

استخدام التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء (IoT) لتحقيق التميز.

8. تحسين التواصل والتعاون
توفير أدوات للتواصل الفعّال بين الفرق، مثل برامج الاجتماعات الافتراضية ومنصات التعاون.

تمكين الفرق من العمل معًا بغض النظر عن الموقع الجغرافي.

9. زيادة القدرة التنافسية
تحسين جودة الخدمات والمنتجات لتلبية توقعات العملاء.

تمكين المؤسسات من التكيف مع التغيرات السريعة في السوق.

10. إدارة أفضل للموارد
استخدام أنظمة إدارة الموارد (ERP) لتحسين تخصيص الموارد وتقليل الهدر.

مراقبة الأداء في الوقت الفعلي لتحقيق الاستخدام الأمثل للموارد.

11. تحسين جودة البيانات
جمع وتخزين البيانات بشكل منظم ودقيق.

استخدام البيانات لتحليل الأداء وتحديد مجالات التحسين.

12. توسيع نطاق السوق
الوصول إلى عملاء جدد عبر المنصات الرقمية والتسويق الإلكتروني.

توسيع نطاق الأعمال إلى أسواق عالمية.

13. تعزيز الأمن والامتثال
استخدام أنظمة أمنية متقدمة لحماية البيانات والمعلومات.

تسهيل الامتثال للقوانين واللوائح من خلال أنظمة إدارة متكاملة.

14. تحقيق الاستدامة
تقليل الاعتماد على الورق والمواد التقليدية.

تقليل البصمة الكربونية من خلال عمليات أكثر كفاءة.

15. تحسين تجربة الموظفين
توفير أدوات حديثة تسهل عمل الموظفين وتزيد من رضاهم.

تمكين الموظفين من تطوير مهاراتهم الرقمية.

التحول الرقمي يفتح آفاقًا جديدة للنجاح والنمو، حيث يساعد المؤسسات على التكيف مع التغيرات التكنولوجية وتحقيق أهدافها بشكل أسرع وأكثر كفاءة. ومع ذلك، يتطلب تنفيذه تخطيطًا استراتيجيًا لضمان تحقيق أقصى استفادة من إيجابياته مع التغلب على التحديات المحتملة.

في الختام، ونظرًا إلى مقدار ما حدث  في عالم التحول الرقمي على مدى السنوات الماضية فمن المؤكد أن 2025 أيضًا ستجلب نصيبها العادل من التقدم الإلكتروني ومن مخاطره كذلك، لذا يجب اتخاذ التدابير اللازمة التي تسمح لنا بالاستفادة الإيجابية من هذا التقدم وتعظيم أثر التحولات الرقمية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *