نظَّمت ريناد المجد لتقنية المعلومات والاستشارات (RMG) ملتقى بعنوان “تطوير ممارسات التحول الرقمي الحكومي” بمشاركة 103 من الجهات الحكومية؛ وذلك التزامًا منا بالمسؤولية المجتمعية، وتحقيقًا للتوجهات الاستراتيجية للحكومة الرقمية ومستهدفات رؤية المملكة 2030، ونقل المعرفة للجهات المشاركة في قياس الحادي عشر 2023.
ويهدف الملتقى إلى إبراز إنجازات الجهات الحكومية في القياس السابق، واستعراض قصص نجاحها وتبادل الخبرات وبناء الشراكات، وتمكين الجهات من الاستعداد للقياس القادم ومواصلة رحلة التحول الرقمي، ومناقشة التحديات وبحث أفضل ممارسات التحول الرقمي الحكومي.
وتناول الملتقى، خلال جلساته الحوارية، عددًا من المحاور المرتبطة بالتحول الرقمي الحكومي وأثره في رفع كفاءة الخدمات الرقمية وتحسين تجربة المستفيد، والتي تسهم بشكل مباشر في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، إضافةً إلى مناقشة أثر القياس في تسريع التحول الرقمي ورفع كفاءة العمل الحكومي.
وتطرَّق الملتقى كذلك إلى أهمية وضع وتطوير مقاييس ومؤشرات رقمية وتعزيز التزام الجهات الحكومية بها، مثل مؤشر قياس التحول الرقمي “قياس” ومؤشر نضج التجربة الرقمية “نضج”، لِما لهم من أثرٍ كبيرٍ جدًا على رفع جودة الخدمات وتحسين تجارب المستفيدين.
وتُمثّل عملية قياس التحول الرقمي تحديًا كبيرًا بسبب اختلاف المقاييس والمعايير وعدم وجود مقاييس معيارية تُطبّق على كل المنشآت نظرًا لتباين أعمال كل منشأة ووضعها الحالي. وحُلّ هذا التحدي في المملكة مع الجهود التي بذلتها الجهات التنظيمية في تطوير منهجية واضحة ورصينة لقياس التحول الرقمي للجهات الحكومية الذي ينطوي على عدد من المعايير والمناظير الشاملة.
ودار النقاش في المحاضرة الأولى حول أهمية التخطيط الإستراتيجي في دعم التحول الرقمي كونه من أهم الأنشطة الإدارية المستخدمة لحصر وتحديد أولويات المؤسسات خلال المبادرات الرقمية في العصر الحديث، بالإضافة إلى أن التخطيط هو المدخل الرئيس لإنجاح مبادرات التحول من بنية المؤسسة التقليدية إلى البنية الرقمية.
ويُعرَّف التخطيط الإستراتيجي على أنه جهدٌ منظم يُساعد القادة في صياغة القرارات والاتجاهات الضرورية الواجب فعلها لتحقيق أهداف المؤسسة عبر التركيز على الطاقات والموارد المتوفرة لديها. ويسهم التخطيط الإستراتيجي في نجاح المبادرات الرقمية، إذ أن التحول الرقمي ليس مجرد مشروع له بداية ونهاية مُحدّدة، إنما مجموعة من التحولات التي تستدعي تحول تنظيمي، وثقافي، وتحول في العمليات، وتحوّل على مستوى كيفية التعامل مع المستفيد.
وناقشت كذلك منهجيات إعداد إستراتيجية التحول الرقمي، وماهية دورة حياة الإستراتيجية التي تبدأ بمرحلة التشكيل وتحديد الرؤية والرسالة والأهداف والقيم، مرورًا بمرحلتيّ التنفيذ والمراقبة، وصولًا إلى مرحلة التقييم والتحسين المستمر.
وتمحورت المحاضرة الثالثة حول موضوع البنية المؤسسية وأهميتها ومدى إسهامها في تمكين التحول الرقمي وتسريعه في الجهات الوطنية، إذ تُعدُّ البنية المؤسسية أداةً تحليلية لتوفير إمكانيات النمذجة ورسم العلاقات والتبعيات بوضوح على جميع مستويات الأعمال، بالإضافة إلى أنها طريقة تخطيط ممنهجة لترجمة التفكير الإستراتيجي إلى خارطة طريق للتطوير والتكامل المستقبلي، وتمكين صنع القرارات، كما أنها وسيلة للمواءمة بين الأعمال وتقنية المعلومات وتنسيق أنشطة التنمية في الجهة.
إضافةً إلى ما سبق، تناولت المحاضرة الأسباب التي تدفع الجهات لتبني نُهج البنية المؤسسية والعمل على تطوير وتصميم أُطرها ونماذج قوية منها، إذ تُسهم بشكلٍ مباشرٍ في تخفيض التكاليف وإيجاد القيمة طويلة الأجل، وتحسين تجربة المستخدم وتحقيق رضا المستفيدين، وزيادة فعالية وكفاءة العمليات التشغيلية، وتطوير مهارات وقدرات فريق العمل. ودار الحديث في المحاضرة الرابعة حول قيادة التحول الرقمي، والقيادة الرقمية والفرق بينها وبين الإدارة الرقمية، وأبرز التحديات التي يواجهها القادة خلال التحول والدور الذي يلعبونه في التغلُّب على تلك التحديات المتمثلة في صعوبة وضع رؤية واضحة، ونقص الكفاءات والقدرات المتمكنة، وتحسين المنتجات والخدمات، وأمن المعلومات، ونقص الميزانيات.
وتناولت المحاضرة الخامسة مفاهيم حوكمة المنشآت وحوكمة التحول الرقمي وإطار الحوكمة COBIT 2019 وكيف تُسهم في تسريع المبادرات الرقمية والتحويلية، كونها تؤدي إلى تحسين إدارة المخاطر ورفع مستوى النضج الرقمي وتحسين كفاءة عمليات صنع القرار وتسريع عمليات معالجة القصور ومحاذاة أفضل للحلول التقنية مع احتياجات العمل؛ مما يؤدي إلى استدامة الأعمال. وتطرّق الملتقى كذلك إلى أهمية نُظم الجودة وقياس الامتثال ودورهما في التمكين الرقمي، وآليات بناء تجربة المستفيد الرقمية، وتناولت كذلك أهمية وجود آليات واضحة لقياس التحول الرقمي ورصد عملية التقدُّم وتحديد نقاط الضعف والعوائق مبكرًا.
وشَهِدَ الملتقى جلسة نقاش مفتوحة شارك فيها الحضور مع المتحدثين آراءهم حول المحاور المطروحة، وتطرّقوا إلى تطلعات ومستقبل التحول الرقمي الحكومي في المملكة، وأبرز النُهج المستخدمة في تحسين كفاءة العمل الحكومي والحكومة الرقمية.