أقامت شركة ريناد المجد لتقنية المعلومات والاستشارات (RMG)، اليوم الأحد، 22 جمادى الأولى 1443ه الموافق 26 ديسمبر 2021، ورشة عمل تدريبية بعنوان “استخدام المنهجية المرنة في إدارة مشاريع التحول الرقمي”، في المؤسسة العامة للحبوب (SAGO)، وذلك في مقر المؤسسة في مدينة الرياض. واستهدفت الورشة منسوبي إدارات المشاريع.
وتأتي هذه الورشة التدريبية تتمة لجهود المؤسسة العامة للحبوب في مشروع التحول الرقمي ولمساعدة إدارات المشاريع لدى المؤسسة في التحضير لقياس التحول الرقمي الحكومي القادم، وتغطية الأنشطة المطلوبة في السؤال رقم 23 من القياس.
كما هدفت الورشة إلى تطوير مهارات وكفاءات إدارة المشاريع في المؤسسة، وتمكين جميع ممارسي إدارة المشاريع من تلبية التوقعات المتزايدة في ظل التحول المؤسسي، وتعريفهم بأهم المنهجيات المستخدمة بإدارة مشاريع التحول الرقمي، وكيفية توظيفها في خدمة عمليات التحول.
وتضمّنت الورشة عرضًا وتعريفًا حول ماهية المنهجية المرنة كمنهجية لإدارة مشاريع التحول الرقمي وتعزيز الابتكار في حل المشاكل التي تواجه تلك المشاريع، ومميزاتها وعيوبها، والمعوقات والمبررات التي تواجه المُنشآت لاستخدامها، أيضًا، تمّ استعراض أهمّ المنهجيات والتقنيات المستخدمة في إدارة مشاريع التحول حول العالم، وعقد مقارنة بينها، وكيفية تطبيق أفضل المنهجيات العالمية. كما تناولت الورشة المهارات والكفاءات المطلوبة لإدارة مشاريع التحول الرقمي.
وقد أُقيمت الورشة بحضور ممثلين عن عدّة جهات حكومية، كان أبرزها: وزارة الرياضة، وأمانة منطقة الرياض، وإمارة منطقة تبوك، والجامعة السعودية الإلكترونية، ووزارة الصناعة، ووزارة الطاقة، ووزارة التعليم.
وخلال الورشة، عرّف مقدّم الورشة، قياس التحول الرقمي بأنّه أداة تشخيص وتقييس إلكترونية، تم إنشاؤها من قبل برنامج التعاملات الإلكترونية الحكومية (يسّر)، ويحتوي على مؤشّرات قياس تُساعد الجهات الحكومية على معرفة مستوى النضج نحو التحول الرقمي وفق مؤشرات عالمية متوافقة مع رؤية 2030. وتتضمّن رحلة قياس التحول الرقمي للجهات الحكومية خمس مراحل تبدأ بمرحلة “البناء”، وتليها مرحلة “الإتاحة”، ثم تمر بمرحلتي “التحسين” و”التكامل”، وتنتهي بمرحلة “الإبداع والريادة”.
وعن أهمية الورشة التدريبية، وأثرها على ترتيب المؤسسة في قياس التحول، قال المهندس فياض بيان، استشاري التحول الرقمي والحوكمة في شركة ريناد المجد: “تساهم هذه الورشة في زيادة حظوظ المؤسسة بالحصول على تقييم عالي في القياس القادم، وبالتالي دعم وتسريع مبادرات التحول الرقمي في المؤسسة”.
وأكمل بيان حديثه بخصوص أهمية القياس قائلًا: “تعتبر مرحلة القياس مرحلة مهمّة جدًا خلال عملية التحول الرقمي، وهذا ما يعكس حرص العديد من الجهات على التحضير والعمل على الاستعداد له بأفضل شكل؛ لضمان الحصول على تقييم عالي، حيثُ تُعدّ نتائج القياس أحد أهم عوامل تقييم مدى نجاح المؤسسات الحكومية بتطبيق مفهوم الحكومة الإلكترونية، ومدى الالتزام بقرارات مجلس الوزراء ذات الصلة”.
وأكّد بيان على أنّ نتائج قياس التحول الرقمي تُمثّل فرصة جيدة لإظهار الجهود التي تبذلها المؤسسة العامة للحبوب في محاور التحول الرقمي، وتُظهِر اهتمامها بتطوير خدمات تقنية المعلومات والخدمات الإلكترونية، وبالتالي تتبوّء مرتبة متقدّمة في قائمة الجهات الحكومية الرائدة في المملكة.
وتطرّق المهندس فياض بيان، خلال الورشة، أيضًا إلى مفهوم المنهجية المرنة، وسبب شيوعها في إدارة مشاريع التحول الرقمي، مشيرًا إلى أنّ هذه المنهجية تُساعد إدارات المشاريع المختلفة في تحقيق المرجو من المشاريع التقنية على أكمل وجه.
وقال بيان: «إنّ السبب الرئيس لشيوع المنهجية المرنة (أجايل) وأفضليتها في إدارة مشاريع التحول الرقمي هو كونها منهجية مخصّصة لإدارة المشاريع التي تتسم بعدم وضوح المتطلبات، وكثيرة التغيّرات والتحسينات، وهذه هي صفات مشاريع التحول بالأساس. بعكس المنهجيات الأُخرى، مثل منهجية الشلال (waterfall)، التي قد تكون نافعة في مشاريع يكون نطاقها واضح».
وأضاف استشاري التحول الرقمي بأنّ منهجية الأجايل تتفوّق على الأُخريات وتُعدّ الأمثل لإدارة مشاريع التحول الرقمي، نظرًا لكونها تعمل على تجزئة وتقسيم المشاريع إلى أعمال صغرى تُنفَّذ على مراحل زمنية قصيرة مترابطة وتدريجية وبطريقة تفصيلية، وتُشرك المستخدم النهائي في عملية التطوير منذ المراحل الأُولى، بالتالي تُحسّن تجربة المستخدم (UX)، وتعتمد الأجايل أيضًا على مبدأ “التسليم المستمر”، ممّا يساعد على إظهار نتائج وملامح لمخرجات المشروع من البداية.
وتابع المهندس فياض بيان حديثه مُردفًا بأنّ تبنّي منهجية الإدارة المرنة سيؤدي إلى تحقيق نتائج أفضل أثناء تنفيذ مشاريع التحول، ويمنح المؤسسة قدر عالِ من المرونة ويقلل من مستويات مقاومة التغيير.
فوائد استخدام المنهجية المرنة في إدارة المشاريع:
ووفقًا لما ذكره استشاري التحول الرقمي في شركة ريناد المجد خلال الورشة التدريبية، تُعدّ المنهجية المرنة هي الأفضل لإدارة مشاريع التحول الرقمي بسبب التالي:
- المرونة التي توفّرها من ناحية إمكانية تنفيذ المشروع دون معرفة متطلبات مفصّلة عنه، أيضًا يكون هناك فرصة للتغيير دائمًا، فإذا اُكتُشف خلال سير المشروع أن حلًا مختلفًا يوفّر نتائج أفضل، أو إذا تغيّرت أولويات الأعمال في منتصف الطريق، سيكون من السهل تقبّل وتنفيذ تلك التغييرات.
- تضمن أن يكون النهج بأكمله متوافقًا ومستجيبًا لاحتياجات الأعمال.
- العمل بطريقة مرنة يمنح المؤسسة إمكانية تحقيق نتائج قيّمة بشكل مستمر، بدلاً من الانتظار حتى 6 أشهر، على الأقل، من أجل التوصّل إلى نتيجة.
- تُتيح إجراء تحسينات منتظمة في الميزانية
- يُقلّل النهج المرن في مشاريع التحول الرقمي فرص الفشل. حيثُ إنّ التحديثات اليومية، والاختبار المنتظم تضمن عدم الحيود كثيرًا عن الهدف العام للمشروع، كما تُمنح المؤسسة إمكانية استيعاب الأخطاء والتعامل معها في وقت مبكر من ظهورها.
ومن جهته، قال المهندس عبد الرحيم الرحيلي – مدير عام التحول الرقمي في المؤسسة: “في مرحلة القياس هناك حجم كبير من الأعمال الواجب تحضيرها، لذلك قررنا البدء بالتحضير مبكرًا وتجهيز كيانات الأعمال له. وسعيد بأنّ الورشة التدريبية كانت على مستوى التوقّعات، والتي ستُسهم في تعزيز فرص المؤسسة في الحصول على نتائج عالية في مرحلة القياس القادم”.
وأكّد الرحيلي أنّ مؤسسة الحبوب تَعتبِر مشاريع التحول الرقمي جزء أساسي من إستراتيجية المؤسسة لتطوير أعمالها؛ لتناسب مع التوجهات الوطنية المستقبلية، مشيرًا إلى أنّ هذه الورشات التدريبية تعمل على تمكين التحولات المؤسسية. كذلك شدّد على الدور الكبير الذي تقوم به إدارة المشاريع في نجاح عملية التحول الرقمي في المؤسسة العامة للحبوب.
بدوره، أشاد الأستاذ محمد الصايغ، مدير مشاريع في وزارة الرياضة، بجهود مؤسسة الحبوب المبذولة في التحول الرقمي، والاهتمام الكبير الذي تُبديه للتحضير لقياس التحوّل الرقمي الحكومي القادم، ممّا يدل على حرصهم على مواكبة التحوّل الرقمي ومراعاة المعايير المرتبطة بالأداء الحكومي.
وفي ختام الورشة، توجّه المهندس فياض بيان بالشكر لكافة الجهات الحاضرة، ولمنسوبي المؤسسة العامة للحبوب، وثمّن سعي المؤسسة الدائم إلى تصميم خدمات تتماشى مع متطلبات المستفيدين وتلبي احتياجاتهم.