أطلقت شركة ريناد المجد لتقنية المعلومات والاستشارات (RMG) اليوم الأربعاء، الموافق ١ رجب ١٤٤٣ هـ، مشروع تطوير إطار عمل التحول الرقمي واستراتيجية تقنية المعلومات للمؤسسة العامة للحبوب، وذلك في مقر المؤسسة في مدينة الرياض. وتسعى المؤسسة من خلال هذا المشروع إلى تحقيق التحول الرقمي وبناء منظومة رقمية شاملة؛ تُساهم في توجيه مواردها بما يُحقّق لها الكفاءة والفعالية في أداء الأنشطة المنوطة بها.
ويهدف المشروع لإحداث تغييرات إيجابية ومهمة في أُطر التخطيط والإدارة الإستراتيجية والرقمية المعتمدة في المؤسسة، من خلال تطوير الخطط الاستراتيجية والتنفيذية لتقنية المعلومات، وبناء إطار العمل التشغيلي لتقنية المعلومات، وكذلك إطار العمل التشغيلي للتحول الرقمي.
تنسجم أهداف نطاق هذا المشروع مع أهداف ومبادرات التحول الرقمي التي أطلقتها المؤسسة العامة للحبوب مؤخرًا، حيثُ سيساهم إطار العمل في متابعة التقدم في عملية التحول الرقمي والتأكّد من أنّ جميع الجهود تسير وفق إستراتيجية واضحة وخارطة طريق مُحددة، ووضع مؤشرات القياس الرئيسية للأداء، وإدارة المخاطر التشغيلية وتوقُّع العوائق التي تعرقل التحول واتخاذ الإجراءات التصحيحية اللازمة قبل حدوثها، وكذلك يساعد في عمليات التخطيط وإدارة التغيير.
كما أنّ هذا المشروع يساهم في زيادة قدرات المؤسسة في مجال تقنية المعلومات ورفع النضج الرقمي إلى مستويات عالية، ويساعدها في مواكبة التغيّرات المتسارعة، وتمكينها من الاستفادة من ميزات وإمكانيات التقنيات الرقمية الناشئة، مثل الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات، وتنفيذ مشاريع تقنية تدعم التوجهات الرقمية، بخططٍ مدروسة. حيث يتطلّب تبنّي تلك التقنيات تغييرات شاملة على النموذج التشغيلي والهيكل التنظيمي للمؤسسة، بالإضافة إلى الاستثمار فيما هو أبعد من التقنية، مثل تعزيز المهارات وتطوير اليد العاملة ومراكمة خبرات جديدة، وتعزيز أساليب الإدارة، وتغيير الثقافة.
وقد تخلَّل الاجتماع الافتتاحي للمشروع عرضًا تقديمي من قبل شركة ريناد المجد، قدّماه مستشارا التحول الرقمي لدى RMG: المهندس فياض محمد هاني بيان والدكتور ذياب محمد جمعة، تضمّن استعراض أهداف المشروع وأهميته، ومراحله ومخرجاته، ونطاق المشروع وأصحاب العلاقة، والجدول الزمني، وهيكلية المشروع وأعماله، والمنهجيات المقترحة للتنفيذ، وآليات الحوكمة والرقابة، وآليات حل المشاكل وقنوات التواصل. بالإضافة إلى مناقشة خطط وآليات التنفيذ المقترحة.
وفي هذا الإطار، قال المهندس فياض بيان: “بات التحول الرقمي يُمثّل هدفًا إستراتيجيًا لجميع المنظّمات، حيثُ أن تحقيقه يساعد المُنشأة في النمو، وتحسين خدماتها، وتنشيط الابتكار المدفوع بالأهداف، وتحسين مرونتها في الاستجابة للأزمات”.
وثمّن بيان الجهود المستمرة التي تبذلها المؤسسة العامة للحبوب لتمكين التحول الرقمي وتطوير رؤيتها الاستراتيجية الرقمية، وبناء منظومة تستطيع مواكبة متطلبات العصر الرقمي والتغيّرات المتسارعة.
وأكّد أنّ المشروع يهدف إلى وضع إطار عمل للتحول الرقمي وتطوير خطة المؤسسة الإستراتيجية والتنفيذية لتقنية المعلومات وفقًا لأفضل الممارسات العالمية، بالإضافة إلى تطوير الآليات اللازمة والضرورية لضمان تكامل بين الخطة الإستراتيجية المؤسسية وبين المشاريع والمبادرات الرقمية المُنفّذة، وبما يتناسب مع السياسات الموضوعة من قبل الجهات التنظيمية في المملكة.
وقد عرّف بيان إطار عمل التحول الرقمي على أنه مخطط تفصيلي للعمل يُوضّح كافة الأجزاء التي سيتم تغييرها خلال رحلة التحول، والخطوات اللازمة لفعل ذلك، ويساعد المؤسسات على جعل عملية التحول مستدامة ومستمرة، وليست مجرد ردّة فعل، وتحسين مرونة المُنشأة في تبنّي تقنيات التحول الرقمي. وأشار إلى أنّ إطار التحول الرقمي من الممكن أن يختلف من منظّمة لأُخرى، نظرًا لاختلاف الاحتياجات.
وقال المهندس فياض بيان: “إنّ عملية وضع إطار عمل للتحول الرقمي ينطوي عليها كثير من العمليات، لكن تساعد المؤسسة في تحقيق التحول الرقمي من خلال تسهيل عملية تحديد الغايات والأهداف الأساسية بعيدة المدى لمشاريع التحول، وتبسيط عمليات تخطيط العمل وتخصيص الموارد لتحقيق الغايات المُستهدفة من كل مشروع”.
ولافتًا بأنّه سيتم تنفيذ المشروع على أساس المشاركة بين فرق عمل المؤسسة وفريق شركة ريناد المجد الاستشاري، ليقوم بتقديم كافة أشكال الدعم لمساعدة المؤسسة في تطوير إطار عمل التحول الرقمي وإعداد إستراتيجيات تقنية المعلومات، وضمان ملائمة الأُطر والخطط الإستراتيجية الموضوعة للأهداف العامة للمؤسسة.
وتحدّث استشاري التحول الرقمي خلال الاجتماع عن أهم تحديات التحول الرقمي والإشكاليات التي تواجه مُنشآت القطاع العام، حيثُ قال: “على الرغم من أنّ القطاع العام في المملكة يعتبر أكثر القطاعات جدية لتحقيق التحول نتيجةً للضغوطات المفروضة، إلّا أننا نشاهد حالات فشل كثيرة، ومبادرات كبيرة تفشل في تحقيق الأهداف المنشودة منها لعدّة أسباب، أهمها: كثرة السياسات والإجراءات البيروقراطية التي تحدُّ وتعيق من تقدّم عمليات التغيير، عدم كفاية الميزانيات المرصودة لتلك المبادرات، وسياسات الأمان، والمقاومات الثقافية”.
وتطرّق المهندس فياض محمد هاني بيان – استشاري التحول الرقمي والحوكمة لدى RMG أثناء العرض التقديمي إلى أهمية أخذ الجانب الإنساني بعين الاعتبار أثناء مراحل التخطيط والتنفيذ، حيثُ، وكما هو معروف، أنّ “الثقافة تقتل الاستراتيجية التي لا تتوافق معها”. وأكّد أنّ ريناد المجد، تأخذ هذا التحدّي على محمل الجد، لذلك تُوفّر ورشات عمل وبرامج تدريبية تساهم في التخفيف من تلك التحديات.
من جانبه، أوضح الدكتور ذياب محمد جمعة – استشاري التحول الرقمي، أنه سيتم اتّباع منهجيات مرنة خلال المشروع لتطوير إستراتيجية تقنية المعلومات وأُطر عمل وسياسات تضمن اتساق جميع الخطط الإستراتيجية وخطط العمل المتعلقة بتقنية المعلومات في جميع أنحاء المؤسسة، بدايةً من عملية التصميم، ومرورًا بعمليات التخطيط والتسليم، حتى عمليات التشغيل والرقابة.
في الختام، أعرب جمعة عن أمله بأن تُثمر الجهود المبذولة إلى بناء رؤية وإستراتيجيات واضحة بشأن تحقيق التحول الرقمي المستدام، وتحقيق المستهدفات بأفضل شكلٍ ممكن. ودعا فرق العمل للالتزام والتعاون فيما بينهم من أجل الوصول للنتائج والأهداف المنشودة.