مع التطور السريع للتقنية وازدياد الاعتماد على البيانات في مختلف المجالات، أصبح من الضروري وضع إطار تنظيمي يحمي خصوصية الأفراد ويضمن التعامل الآمن مع معلوماتهم الشخصية.
يأتي نظام حماية البيانات الشخصية كاستجابة لهذه الحاجة، إذ يسعى إلى تنظيم عملية جمع البيانات ومعالجتها بطريقة تحفظ حقوق الأفراد وتمنع الانتهاكات المحتملة.
يستند هذا النظام إلى مجموعة من التعريفات الأساسية التي تحدد الأطراف المعنية وكيفية التعامل مع البيانات لضمان الشفافية والأمان.
أبرز 11 تعريف لنظام حماية البيانات الشخصية
نظام حماية البيانات الشخصية يهدف إلى الحفاظ على خصوصية الأفراد وضمان التعامل الآمن مع بياناتهم في ظل التطورات التقنية والرقمية.
نستعرض فيما يلي أبرز تعريفات تفصيلية لأبرز المصطلحات المتعلقة بهذا النظام :
- البيانات
البيانات تشير إلى مجموعة من الحقائق والمعلومات في حالتها الخام وغير المنظمة، والتي يمكن أن تكون في صورة أرقام، حروف، صور ثابتة، تسجيلات مرئية أو صوتية، أو حتى رموز تعبيرية. هذه البيانات تظل غير ذات مغزى إلى أن تتم معالجتها أو تنظيمها.
- جهات التحكم
يمثل هذا المصطلح أي جهة حكومية أو مؤسسة اعتبارية عامة أو خاصة مستقلة داخل المملكة العربية السعودية، أو حتى شخصية طبيعية أو اعتبارية خاصة؛ وتتحمل هذه الجهة مسؤولية تحديد الغرض من معالجة البيانات الشخصية والطريقة التي سيتم بها معالجة تلك البيانات.
تعتبر “جهة التحكم” الكيان الأساسي الذي يتحكم في البيانات ويشرف على معالجتها سواء كان ذلك بنفسها أو بواسطة جهات معالجة أخرى.
- جهة المعالجة
هي الجهة التي تتولى معالجة البيانات الشخصية لصالح “جهة التحكم” وبنيابة عنها. وتشمل هذه الجهات مؤسسات حكومية أو خاصة تعمل على تنفيذ العمليات الفنية اللازمة على البيانات، مثل تخزينها أو تحليلها أو نقلها.
- البيانات الشخصية
يُقصد بالبيانات الشخصية أي معلومة تتعلق بفرد معين وتسمح بتحديد هويته بشكل مباشر أو غير مباشر.
هذا قد يشمل الاسم، رقم الهوية، العنوان، أرقام الهواتف، الرخص والسجلات، أرقام الحسابات البنكية والبطاقات الائتمانية، بالإضافة إلى الصور الشخصية سواء الثابتة أو المتحركة.
- البيانات الشخصية الحساسة
البيانات الحساسة هي تلك التي تتعلق بمعلومات حساسة عن الفرد، مثل الأصل العرقي أو القبلي، المعتقدات الدينية أو السياسية، أو عضويته في جمعيات أو منظمات أهلية.
كما تشمل البيانات الجنائية والأمنية، السمات الحيوية مثل بصمات الأصابع أو العين، البيانات الوراثية، الصحية، الائتمانية، وبيانات الموقع.
- صاحب البيانات الشخصية
هو الشخص الطبيعي الذي ترتبط به البيانات الشخصية بشكل مباشر. يمكن أن يكون هذا الشخص فردًا عاديًا أو ممثلًا قانونيًا له، مثل الوصي أو القيم. يمتلك هذا الشخص حقوقًا في التحكم في بياناته وكيفية استخدامها وحمايتها.
- حماية البيانات الشخصية
يقصد بها مجموعة من السياسات والإجراءات التي تهدف إلى تنظيم جمع ومعالجة البيانات الشخصية بطريقة تحمي خصوصية الأفراد وحقوقهم. يشمل ذلك التدابير الفنية والإدارية لضمان أمن المعلومات ومنع الوصول غير المصرح به إليها.
- معالجة البيانات الشخصية
معالجة البيانات الشخصية تشمل جميع العمليات التي يتم تنفيذها على البيانات بأي وسيلة كانت، سواء كانت هذه الوسائل يدوية أو آلية. هذه العمليات قد تتضمن جمع البيانات، نقلها، تخزينها، تحليلها، مشاركتها، استخراج الأنماط منها، أو حتى إتلافها.
- الإفصاح عن البيانات الشخصية
يشير الإفصاح إلى إتاحة أو تمكين أي شخص أو جهة غير معنية مباشرة بمعالجة البيانات -أي غير جهة التحكم- من الوصول إلى هذه البيانات أو استخدامها بأي شكل من الأشكال، بغض النظر عن الغرض.
- تسريب البيانات الشخصية
يحدث التسريب عندما يتم الإفصاح عن البيانات الشخصية أو تمكين الوصول إليها بدون إذن قانوني أو تصريح، سواء كان ذلك عن عمد أو نتيجة لخطأ أو ضعف أمني.
- إشعار الخصوصية
يُعد إشعار الخصوصية وثيقة رسمية توضح للأفراد كيفية جمع البيانات الشخصية والغرض من استخدامها. كما يحدد الإشعار الجهات التي سيتم مشاركة البيانات معها، وفترة الاحتفاظ بالبيانات، وآليات التخلص منها عند عدم الحاجة إليها.
وبشكل عام، هذه التعريفات تمثل الركيزة الأساسية لنظام حماية البيانات الشخصية، وهي مصممة لضمان حقوق الأفراد وحماية بياناتهم في بيئة رقمية معقدة ومتطورة.
وأخيرًا، في عصر البيانات الرقمية، يشكل نظام حماية البيانات الشخصية ضمانة هامة لحماية خصوصية الأفراد وحقوقهم في التحكم بمعلوماتهم. من خلال هذه التعريفات الدقيقة والواضحة، يسهم النظام في تعزيز الثقة بين الجهات المختلفة والأفراد، ويعزز من قدرة المؤسسات على إدارة بياناتها بطريقة تتوافق مع أفضل الممارسات والمعايير العالمية. فحماية البيانات أصبحت ليست مجرد التزام قانوني، بل هي ركيزة أساسية لضمان استمرارية الأعمال وتعزيز الابتكار في بيئة رقمية آمنة ومستدامة.